الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب منه

                                                                                                          2411 حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي ثلج البغدادي صاحب أحمد بن حنبل حدثنا علي بن حفص حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن حاطب عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثني أبو النضر عن إبراهيم بن عبد الله بن حاطب عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن عبد الله بن حاطب [ ص: 78 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 78 ] قوله : ( حدثنا أبو عبد الله محمد ) بن عبد الله بن إسماعيل ( بن أبي ثلج ) بمثلثة وجيم ( البغدادي ) أصله من الري صدوق من الحادية عشرة ( حدثنا علي بن حفص ) المدائني نزيل بغداد صدوق من التاسعة ( أخبرنا إبراهيم بن عبد الله ) بن الحارث ( بن حاطب ) الجمحي ، صدوق ، روى مراسيل من السابعة .

                                                                                                          قوله : ( لا تكثر الكلام بغير ذكر الله ) فيه إشارة إلى أن بعض الكلام مباح وهو ما يعنيه ( فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة ) أي سبب قساوة ( للقلب ) وهي النبو عن سماع الحق ، والميل إلى مخالطة الخلق . وقلة الخشية وعدم الخشوع والبكاء ، وكثرة الغفلة عن دار البقاء ( وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي ) أي صاحبه ، أو التقدير أبعد قلوب الناس القلب القاسي . أو أبعد الناس من له القلب القاسي . قال الطيبي -رحمه الله- : ويمكن أن يعبر بالقلب عن الشخص لأنه به كما قيل : المرء بأصغريه أي بقلبه ولسانه ، فلا يحتاج إذا إلى حذف الموصول مع بعض الصلة ، قال تعالى : ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة الآية . وقال -عز وجل- : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم .

                                                                                                          قوله : ( حدثني أبو النضر ) اسمه هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي ، مولاهم البغدادي مشهور بكنيته ولقبه قيصر ثقة ثبت من التاسعة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب إلخ ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه الترمذي والبيهقي . وقال الترمذي : حديث حسن غريب .




                                                                                                          الخدمات العلمية