الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين

                                                                                                                                                                                                وكذلك فتنا ، ومثل ذلك الفتن العظيم ، فتنا بعض الناس ببعض ، أي : ابتليناهم بهم ، وذلك أن المشركين كانوا يقولون للمسلمين : أهؤلاء الذين : من الله عليهم من بيننا ، أي : أنعم عليهم بالتوفيق ; لإصابة الحق ، ولما يسعدهم عنده من دوننا ، ونحن المقدمون والرؤساء ، وهم العبيد والفقراء ; إنكارا لأن يكون أمثالهم على الحق ، وممنونا عليهم من بينهم بالخير ; ونحوه : أألقي الذكر عليه من بيننا [القمر : 25] لو كان خيرا ما سبقونا إليه [الأحقاف : 11] ومعنى فتناهم ليقولوا ذلك : خذلناهم ، فافتتنوا ، حتى كان افتتانهم سببا لهذا القول ; لأنه لا يقول مثل قولهم هذا إلا مخذول ، مفتون أليس الله بأعلم بالشاكرين أي : الله أعلم بمن يقع منه الإيمان ، والشكر ، فيوفقه للإيمان ، وبمن يصمم على كفره ، فيخذله ، ويمنعه التوفيق .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية