الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 512 ] سورة الهمزة .

بسم الله الرحمن الرحيم .

قال تعالى : ( ويل لكل همزة لمزة ( 1 ) الذي جمع مالا وعدده ( 2 ) يحسب أن ماله أخلده ( 3 ) ) .

" الهاء " في الهمزة واللمزة للمبالغة .

و ( الذي ) : يحتمل الجر على البدل ، والنصب على إضمار أعني ، والرفع على هو .

و ( عدده ) بالتشديد على أنه فعل إما من العدد ، أو الإعداد .

و ( يحسب ) : حال من الضمير في " جمع " . و ( أخلده ) : بمعنى يخلده . وقيل : هو على بابه ؛ أي أطال عمره .

قال تعالى : ( كلا لينبذن في الحطمة ( 4 ) ) .

قوله تعالى : ( لينبذن ) أي الجامع ؛ وينبذان ؛ أي هو وماله ؛ وينبذن - بضم الذال ؛ أي هو وماله أيضا وعدده ؛ ويجوز أن يكون المعنى هو وأمواله ؛ لأنها مختلفة .

قال تعالى : ( نار الله الموقدة ( 6 ) التي تطلع على الأفئدة ( 7 ) إنها عليهم مؤصدة ( 8 ) في عمد ممددة ( 9 ) ) .

قوله تعالى : ( نار الله ) : أي هي نار الله . و ( التي ) : رفع على النعت ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو في موضع نصب بأعني .

و ( الأفئدة ) : جمع قلة استعمل في موضع الكثرة . والعمد - بالفتح : جمع عمود ، أو عماد ، وهو جمع قليل .

قيل : ويقرأ بضمتين ؛ مثل : كتاب وكتب ، ورسول ورسل ؛ والتقدير : هم في عمد . ويجوز أن يكون حالا من المجرور ؛ أي موثقين . ويجوز أن يكون صفة لمؤصدة ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية