الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 369 ] سورة الصافات

مكية كلها

2-3- قال ابن مسعود: ( والصافات صفا ، فالزاجرات زجرا ، فالتاليات ذكرا هم الملائكة .

8- لا يسمعون أي لا يتسمعون. فأدغمت التاء في السين.

إلى الملإ الأعلى ملائكة الله.

9- دحورا يعني طردا. يقال: دحرته دحرا ودحورا; أي دفعته.

ولهم عذاب واصب أي دائم.

10- فأتبعه أي لحقه.

شهاب ثاقب كوكب مضيء بين. يقال: أثقب نارك، أي أضئها. و"الثقوب" ما تذكى به النار.

11- فاستفتهم أي سلهم.

من طين لازب أي لاصق لازم. والباء تبدل من الميم لقرب مخرجيهما.

12- بل عجبت ويسخرون قال قتادة: "بل عجبت من وحي الله وكتابه، وهم يسخرون [بما جئت به] " . [ ص: 370 ]

14- وإذا رأوا آية يستسخرون أي يسخرون. يقال: سخر واستسخر; كما يقال: قر واستقر. ومثله: عجب واستعجب. قال أوس بن حجر:


ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم



ويجوز أن يكون: يسألون غيرهم -من المشركين- أن يسخروا من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . كما تقول: استعتبته: سألته العتبى. واستوهبته: سألته الهبة. واستعفيته سألته العفو.

22- احشروا الذين ظلموا وأزواجهم أي أشكالهم. تقول العرب: زوجت إبلي; إذا قرنت واحدا بآخر.

ويقال: قرناؤهم من الشياطين.

28- كنتم تأتوننا عن اليمين أي تخدعوننا وتفتنوننا عن طاعة الله. وقد بينت هذا في كتاب "المشكل" .

47- لا فيها غول أي لا تغتال عقولهم فتذهب بها. يقال: "الخمر غول للحلم، والحرب غول للنفوس". وغالني غولا. و"الغول":البعد.

ولا هم عنها ينزفون أي لا تذهب خمرهم وتنقطع ولا تذهب عقولهم. يقال: نزف الرجل; إذا ذهب عقله وإذا نفد شرابه.

وتقرأ: (ينزفون من "أنزف الرجل": إذا حان منه النزف [ ص: 371 ] أو وقع له النزف. كما يقال: أقطف الكرم; [إذا حان قطافه] ; وأحصد الزرع [إذا حان حصاده] .

48- قاصرات الطرف أي قصرن أبصارهن على الأزواج ولم يطمعن إلى غيرهم وأصل "القصر": الحبس.

عين نجل العيون أي واسعاتها. جمع "عيناء".

49- كأنهن بيض مكنون العرب تشبه النساء ببيض النعام. قال امرؤ القيس:


كبكر المقانات البياض بصفرة ...     غذاها نمير الماء غير محلل



و"المكنون": المصون. يقال. كننت الشيء; إذا صنته; وأكننته: أخفيته.

51- إني كان لي قرين أي صاحب.

53- أإنا لمدينون أي مجزيون بأعمالنا. يقال: دنته بما صنع; أي جزيته.

55- سواء الجحيم وسطها .

56- إن كدت لتردين أي لتهلكني. يقال: أرديت فلانا، أي أهلكته. و"الردى": الموت والهلاك.

57- لكنت من المحضرين أي من المحضرين [في] النار.

62- أذلك خير نزلا أي رزقا. ومنه "إقامة الأنزال" . و"أنزال الجنود": أرزاقها. [ ص: 372 ]

63- إنا جعلناها فتنة للظالمين أي عذابا.

65- طلعها أي حملها. سمي طلعا لطلوعه في كل سنة .

67- ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم أي خلطا من الماء الحار يشربونه عليها.

69- إنهم ألفوا آباءهم ضالين أي وجدوهم كذلك.

70- فهم على آثارهم يهرعون أي يسرعون و"الإهراع": الإسراع، وفيه شبيه بالرعدة.

78- وتركنا عليه أي أبقينا عليه ذكرا حسنا.

في الآخرين أي في الباقين من الأمم.

88-89- فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم مفسر في كتاب "تأويل المشكل" .

93- فراغ عليهم ضربا أي مال عليهم يضربهم. باليمين و"الرواغ" منه.

94- فأقبلوا إليه يزفون أي: يسرعون إليه في المشي. يقال: زفت النعامة .

97- فألقوه في الجحيم أي في النار. و"الجحيم": الجمر. قال عاصم بن ثابت:

وضالة مثل الجحيم الموقد [ ص: 373 ] أراد: سهاما مثل الجمر. ويقال: "رأيت جحمة النار" أي تلهبها; و"للنار جاحم" أي توقد وتلهب.

102- فلما بلغ معه السعي أي بلغ أن ينصرف معه ويعينه .

قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك أي سأذبحك.

ولم يرد -فيما يرى أهل النظر- أنه ذبحه في المنام. ولكنه أمر في المنام بذبحه فقال: إني أرى في المنام أني سأذبحك.

ومثل هذا: رجل رأى في المنام أنه يؤذن -والأذان دليل الحج- فقال: إني رأيت في المنام أني أحج; أي سأحج.

وقوله: يا أبت افعل ما تؤمر دليل على أنه أمر بذلك في المنام.

103- فلما أسلما أي استسلما لأمر الله. و"سلما" مثله.

وتله للجبين أي صرعه على جبينه، فصار أحد جبينيه على الأرض. وهما جبينان والجبهة بينهما. وهي: ما أصاب الأرض في السجود.

104-105- وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا أي حققت الرؤيا. أي صدقت الأمر في الرؤيا وعملت به.

106- إن هذا لهو البلاء المبين أي الاختبار العظيم . [ ص: 374 ]

107- وفديناه بذبح عظيم أي بكبش. والذبح: اسم ما ذبح. والذبح بنصب الذال: مصدر ذبحت.

125- أتدعون بعلا أي ربا. يقال: أنا بعل هذه الناقة، أي ربها. وبعل الدار أي مالكها.

ويقال: بعل صنم كان لهم .

140- إلى الفلك المشحون أي السفينة المملوءة.

141- فساهم أي فقارع.

فكان من المدحضين أي من المقروعين. يقال: أدحض الله حجته فدحضت; أي أزالها فزالت. وأصل الدحض: الزلق.

وقال ابن عيينة: فساهم أي قامر. فكان من المدحضين أي المقمورين".

142- وهو مليم أي مذنب. يقال: ألام الرجل ; إذا أذنب ذنبا يلام عليه.

143- فلولا أنه كان من المسبحين يقال: من المصلين.

145- فنبذناه ألقيناه.

بالعراء وهي: الأرض التي لا يتوارى فيها بشجر ولا غيره. وكأنه من عري الشيء. [ ص: 375 ]

146- و ( اليقطين ) الشجر الذي لا يقوم على ساق. مثل القرع والحنظل والبطيخ. وهو: يفعيل.

147- وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون أي ويزيدون. و"أو" معنى "الواو". على ما بينت في "تأويل المشكل"

149- فاستفتهم أي سلهم.

156- أم لكم سلطان مبين أي حجة بينة .

158-160- وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا يقول: جعلوا الملائكة بنات الله، وجعلوهم من الجن.

ولقد علمت الجنة إنهم يريد: الذين جعلوهم بنات الله. لمحضرون النار. إلا عباد الله المخلصين

162- ما أنتم عليه بفاتنين أي بمضلين

163- إلا من هو صال الجحيم أي من قضي عليه أن يصلى الجحيم.

164- وما منا إلا له مقام معلوم هذا قول الملائكة.

166- وإنا لنحن المسبحون أي المصلون.

167- وإن كانوا ليقولون يعني: أهل مكة.

170- فكفروا به بمحمد صلى الله عليه وعلى آله. أي كذبوا بأنه مبعوث.

التالي السابق


الخدمات العلمية