الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم

                                                                                                                                                                                                بديع السماوات : من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها ; كقولك : فلان بديع الشعر ، أي : بديع شعره ، أو هو بديع في السموات والأرض ; كقولك : فلان ثبت الغدر ، أي : ثابت فيه ، والمعنى أنه عديم النظير والمثل فيها .

                                                                                                                                                                                                وقيل : "البديع" بمعنى : "المبدع" ، وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أو هو مبتدأ وخبره أنى يكون له ولد ، أو فاعل تعالى .

                                                                                                                                                                                                وقرئ : بالجر ; ردا على قوله : وجعلوا لله أو على : "سبحانه " ، وبالنصب على المدح ، وفيه إبطال الولد من ثلاثة أوجه : أحدها : أن مبتدع السماوات والأرض ، وهي أجسام عظيمة ، لا يستقيم أن يوصف بالولادة ; لأن الولادة من صفات الأجسام ، ومخترع الأجسام لا يكون جسما حتى يكون والدا .

                                                                                                                                                                                                والثاني : أن الولادة لا تكون إلا بين زوجين من جنس واحد ، وهو متعال عن مجانس ، فلم يصح أن تكون له صاحبة ، فلم تصح الولادة .

                                                                                                                                                                                                والثالث : أنه ما من شيء إلا وهو خالقه والعالم به ، ومن كان بهذه الصفة كان غنيا عن كل شيء ، والولد إنما يطلبه المحتاج .

                                                                                                                                                                                                وقرئ : "ولم يكن له صاحبة" ، بالياء وإنما جاز للفصل ; كقوله : [من الوافر]


                                                                                                                                                                                                لقد ولد الأخيطل أم سوء .......................



                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية