الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أخوه

                                                                                      الشيخ الإمام العلامة ، مقرئ العراق ، شيخ النحاة أبو محمد [ ص: 131 ] عبد الله بن علي بن أحمد ، سبط الإمام الزاهد العابد أبي منصور الخياط ، وإمام مسجد ابن جردة .

                                                                                      ولد سنة أربع وستين في شعبان .

                                                                                      وتلقن القرآن من أبي الحسن بن الفاعوس .

                                                                                      وسمع من أبي الحسين بن النقور ، وأبي منصور محمد بن محمد العكبري ، ورزق الله التميمي ، وطراد الزينبي ، ونصر بن البطر ، وعدة .

                                                                                      وتلا بالروايات على جده أبي منصور الخياط ، وأبي الخطاب بن الجراح ، وثابت بن بندار ، والشريف عبد القاهر بن عبد السلام ، وأبي طاهر بن سوار ، ومحمد بن عبد الله الوكيل ، والمعمر يحيى بن أحمد السيبي صاحب الحمامي ، وأبي النرسي ، وأبي العز القلانسي .

                                                                                      وتصدر للإقراء ، وصنف الكتب الشهيرة " كالمبهج " و " الإيجاز " و " الكفاية " وأم بمسجد ابن جردة بضعا وخمسين [ ص: 132 ] سنة ، وكان من أطيب الناس صوتا بالقرآن ، وختم عليه خلق كثير .

                                                                                      حدث عنه : ابن عساكر ، والسمعاني ، وابن الجوزي ، ويحيى بن طاهر ، ومحمود بن الداريج وإسماعيل بن إبراهيم السيبي ، وعبد الله بن المبارك بن سكينة ، وعبد العزيز بن منينا ، وأبو اليمن الكندي ، وخلق .

                                                                                      وتلا عليه الشهاب محمد بن يوسف الغزنوي ، وأبو الفتح نصر الله بن الكيال وصالح بن علي الصرصري ، والتاج الكندي ، وعبد الواحد بن سلطان ، والمبارك بن المبارك بن زريق الحداد ، ومحمد بن محمد بن هارون الحلي ابن الكال ، وحمزه بن القبيطي ، وابن سكينة ، وزاهر بن رستم .

                                                                                      وقرأ عليه النحو جماعة .

                                                                                      قال ابن الجوزي لم أسمع قارئا قط أطيب صوتا منه ، ولا أحسن أداء على كبر سنه ، وكان لطيف الأخلاق ، ظاهر الكياسة والظرافة ، حسن المعاشرة للعوام والخواص .

                                                                                      وقال السمعاني : كان متواضعا متوددا ، حسن القراءة في المحراب ، خصوصا ليالي رمضان ، وقد تخرج عليه خلق ، وختموا عليه ، وله تصانيف [ ص: 133 ] القراءات ، وخولف في بعضها ، وشنعوا عليه ، ثم سمعت أنه رجع عن ذلك ، كتبت عنه ، وعلقت عنه من شعره .

                                                                                      وقد ذكره أحمد بن صالح ، وبالغ في تعظيمه ، وقال : لم يخلف في فنونه مثله .

                                                                                      وقال أبو الفرج بن الجوزي ما رأيت أكثر جمعا من جمع جنازته .

                                                                                      وقال عبد الله بن جرير القرشي : دفن بباب حرب عند جده أبي منصور على دكة الإمام أحمد ، وكان الجمع يفوت الإحصاء ، غلق أكثر البلد .

                                                                                      توفي في الثاني والعشرين من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمس مائة .

                                                                                      قلت : ومات في العام معه العلامة الكبير ، البحر الأوحد ، المفسر ، أبو محمد ، عبد الحق بن غالب بن عبد الملك بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي الأندلسي الغرناطي ، صاحب التفسير ، عن إحدى وستين سنة .

                                                                                      قال ابن النجار : قرأ الأدب على أبي الكرم بن فاخر ، ولازمه نحوا من عشرين سنة ، قرأ عليه فيها " كتاب " سيبويه و " شرحه " للسيرافي ، و " المحتسب " لابن جني ، و " المقتضب " للمبرد ، و " الأصول " لابن [ ص: 134 ] السراج وأشياء . قرأت " بالمبهج " له على أبي أحمد بن سكينة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية