الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الحور العين وصفتهن يحار فيها الطرف شديدة سواد العين شديدة بياض العين وزوجناهم بحور أنكحناهم

                                                                                                                                                                                                        2642 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى [ ص: 19 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 19 ] قوله : ( الحور العين وصفتهن ) كذا لأبي ذر بغير باب وثبت لغيره ، ووقع عند ابن بطال " باب نزول الحور العين إلخ " ولم أره لغيره .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يحار فيها الطرف ) أي يتحير ، قال ابن التين : هذا يشعر بأنه رأى أن اشتقاق الحور عن الحيرة ، وليس كذلك ، فإن الحور بالواو والحيرة بالياء ، وأما قول الشاعر

                                                                                                                                                                                                        حوراء عيناء من العين الحير

                                                                                                                                                                                                        فهو للاتباع . قلت : لعل البخاري لم يرد الاشتقاق الأصغر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( شديدة سواد العين شديدة بياض العين ) كأنه يريد تفسير العين ، والعين بالكسر جمع عيناء وهي الواسعة العين الشديدة السواد والبياض قاله أبو عبيدة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وزوجناهم بحور : أنكحناهم ) هو تفسير أبي عبيدة ولفظه : زوجناهم أي جعلناهم أزواجا أي اثنين اثنين كما تقول زوجت النعل بالنعل . وقال في موضع آخر : أي جعلنا ذكران أهل الجنة أزواجا بحور من النساء . وتعقب بأن زوج لا يتعدى بالباء قاله الإسماعيلي وغيره ، وفيه نظر لأن صاحب المحكم حكاه لكن قال : إنه قليل ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا عبد الله بن محمد ) هو الجعفي ، ومعاوية بن عمرو هو الأزدي ، وهو من شيوخ البخاري يروي عنه تارة بواسطة كما هنا وتارة بلا واسطة كما في كتاب الجمعة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا أبو إسحاق ) هو الفزاري إبراهيم بن محمد .

                                                                                                                                                                                                        واشتمل هذا السياق على أربعة أحاديث : الأول يأتي شرحه بعد ثلاثة عشر بابا ، الثاني تقدم شرحه في الذي قبله ، الثالث والرابع يأتي شرحهما في صفة الجنة من كتاب الرقاق .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية