الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون

                                                                                                                                                                                                لئن جاءتهم آية : من مقترحاتهم ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله : وهو قادر عليها ، ولكنه لا ينزلها إلا على موجب الحكمة ، أو إنما الآيات عند الله ، لا عندي ، [ ص: 387 ] فكيف أجيبكم إليها وآتيكم بها وما يشعركم : وما يدريكم أنها : أن الآية التي تقترحونها إذا جاءت لا يؤمنون بها يعني : أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون بها ، وأنتم لا تدرون بذلك ; وذلك أن المؤمنين كانوا يطمعون في إيمانهم إذا جاءت تلك الآية ، ويتمنون مجيئها ، فقال - عز وجل - : "وما يدريكم أنهم لا يؤمنون" ، على معنى : أنهم لا يدرون ما سبق علمي به من أنهم لا يؤمنون به ; ألا ترى إلى قوله : كما لم يؤمنوا به أول مرة [الأنعام : 110] وقيل : "أنهآ" بمعنى : "لعلها " ، من قول العرب : ائت السوق أنك تشتري لحما ; وقال امرؤ القيس : [من الكامل]


                                                                                                                                                                                                عوجا على الطلل المحيل لأننا نبكي الديار كما بكى ابن خذام



                                                                                                                                                                                                وتقويها قراءة أبي : "لعلها إذا جاءت لا يؤمنون" ، وقرئ : بالكسر ، على أن الكلام قد تم قبله بمعنى : "وما يشعركم ما يكون منهم" ، ثم أخبرهم بعلمه فيهم ، فقال : إنها إذا جاءت ، لا يؤمنون البتة ، ومنهم من جعل "لا" : مزيدة في قراءة الفتح ، وقرئ : "وما يشعرهم أنها إذا جاءت لا يؤمنون" ، أي : يحلفون بأنهم يؤمنون عند مجيئها ، وما يشعرهم أن تكون قلوبهم حينئذ كما كانت عند نزول القرآن وغيره من الآيات مطبوعا عليها فلا يؤمنوا بها .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية