الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب استحباب المؤاساة بفضول المال

                                                                                                                1728 حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو الأشهب عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له قال فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ جاء رجل على راحلته فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له قال : فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل ) أما قوله : ( فجعل يصرف بصره ) فهكذا وقع في بعض النسخ ، وفي بعضها ( يصرف ) فقط بحذف " بصره " وفي بعضها ( يضرب ) بالضاد المعجمة والباء ، وفي رواية أبي داود وغيره : ( يصرف راحلته ) .

                                                                                                                في هذا الحديث الحث على الصدقة والجود والمواساة والإحسان إلى الرفقة والأصحاب ، والاعتناء بمصالح الأصحاب ، وأمر كبير القوم أصحابه بمواساة المحتاج ، وأنه يكتفى في حاجة المحتاج بتعرضه للعطاء ، وتعريضه من غير سؤال ، وهذا معنى قوله ( فجعل يصرف بصره ) أي : متعرضا لشيء يدفع به حاجته .

                                                                                                                وفيه مواساة [ ص: 395 ] ابن السبيل ، والصدقة عليه إذا كان محتاجا ، وإن كان له راحلة ، وعليه ثياب ، أو كان موسرا في وطنه ، ولهذا يعطى من الزكاة في هذه الحال . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية