الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أو إصلاح بين الناس

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن عدي عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يصلح الكذب إلا في ثلاث : الرجل يرضي امرأته، وفي الحرب، وفي صلح بين الناس) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الكذب لا يصلح إلا في ثلاث : الحرب فإنها خدعة، والرجل يرضي امرأته، والرجل يصلح بين اثنين) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا [ ص: 15 ] يصلح الكذب إلا في ثلاث : الرجل يكذب لامرأته لترضى عنه، أو إصلاح بين الناس، أو يكذب في الحرب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ما من عمل ابن آدم شيء أفضل من الصدقة، وصلاح ذات البين، وخلق حسن) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أفضل الصدقة صلاح ذات البين) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن أبي أيوب قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا أبا أيوب، ألا أخبرك بما يعظم الله به الأجر ويمحو به الذنوب؟ تمشي في إصلاح الناس إذا تباغضوا، وتفاسدوا، فإنها صدقة يحب الله موضعها) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، والبيهقي ، عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا) وقالت : لم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث : في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 16 ] وأخرج أحمد، وأبو داود ، والترمذي وصححه، والبيهقي ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟) قالوا : بلى، قال : (إصلاح ذات البين)، قال : (وفساد ذات البين هي الحالقة) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن أبي أيوب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (يا أبا أيوب، ألا أدلك على صدقة يرضى الله ورسوله موضعها؟) قال : بلى، قال : (تصلح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقرب بينهم إذا تباعدوا) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب : (ألا أدلك على تجارة؟) قال : بلى، قال : (تسعى في صلح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقرب بينهم إذا تباعدوا) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت قال : كنت جالسا مع محمد بن كعب القرظي ، فأتاه رجل، فقال له القوم : أين كنت؟ فقال : أصلحت بين قوم، فقال محمد بن كعب : أصبت لك مثل أجر المجاهدين، ثم قرأ : لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر [ ص: 17 ] بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله : ومن يفعل ذلك تصدق أو أقرض أو أصلح بين الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو نصر السجزي في (الإبانة) عن أنس قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله أنزل علي في القرآن يا أعرابي : لا خير في كثير من نجواهم إلى قوله : فسوف نؤتيه أجرا عظيما يا أعرابي، الأجر العظيم الجنة)، قال الأعرابي : الحمد لله الذي هدانا للإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية