الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن [ ص: 386 ] يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وهذا على وجه المبالغة في اليأس من المغفرة وإن كان على صيغة الأمر ، ومعناه أنك لو طلبتها لهم طلب المأمور بها أو تركتها ترك المنهي عنها لكان سواء في أن الله تعالى لا يغفر لهم. قوله: إن تستغفر لهم سبعين مرة ليس بحد لوقوع المغفرة بعدها ، وإنما هو على وجه المبالغة بذكر هذا العدد لأن العرب تبالغ بالسبع والسبعين لأن التعديل في نصف العقد وهو خمسة إذا زيد عليه واحد كان لأدنى المبالغة ، وإذا زيد عليه اثنان كان لأقصى المبالغة ، ولذلك قالوا للأسد سبع أي قد ضوعفت قوته سبع مرات ، وهذا ذكره علي بن عيسى. وحكى مجاهد وقتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سوف أستغفر لهم أكثر من سبعين مرة فأنزل الله تعالى سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم فكف.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية