الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          572 - مسألة : ويصلى على الميت بإمام يقف ويستقبل القبلة ، والناس وراءه صفوف ، ويقف من الرجل عند رأسه ، ومن المرأة عند وسطها .

                                                                                                                                                                                          حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا مسدد عن أبي عوانة عن قتادة عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال { صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على النجاشي فكنت في الصف الثاني ، أو الثالث } .

                                                                                                                                                                                          ولا خلاف في أنها صلاة قيام ، لا ركوع فيها ، ولا سجود ، ولا قعود ، ولا تشهد ؟

                                                                                                                                                                                          حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا يحيى بن يحيى أنا عبد الوارث بن سعيد عن حسين بن ذكوان حدثني عبد الله بن بريدة عن سمرة بن جندب قال { صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى على أم كعب ، ماتت في نفاسها ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في [ ص: 346 ] الصلاة عليها وسطها } .

                                                                                                                                                                                          ورويناه أيضا من طريق البخاري عن مسدد ثنا يزيد بن زريع عن الحسين بن ذكوان بإسناده .

                                                                                                                                                                                          ورواه أيضا يزيد بن هارون ، والفضل بن موسى ، وعبد الله بن المبارك كلهم عن الحسين بن ذكوان بإسناده .

                                                                                                                                                                                          حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن إسحاق ثنا ابن الأعرابي ثنا أبو داود ثنا داود بن معاذ ثنا عبد الوارث بن سعيد { عن نافع أبي غالب أنه قال : صليت على جنازة عبد الله بن عمير ، وصلى عليه بنا أنس بن مالك وأنا خلفه ، فقام عند رأسه ، فكبر أربع تكبيرات ، لم يطل ولم يسرع ، ثم ذهب يقعد فقالوا : يا أبا حمزة ، المرأة الأنصارية ؟ فقربوها وعليها نعش أخضر ، فقام عند عجيزتها ، فصلى عليها نحو صلاته على الرجل ، ثم جلس ، فقال له العلاء بن زياد : يا أبا حمزة ، هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة كصلاتك ، يكبر عليها أربعا ، ويقوم عند رأس الرجل ، وعجيزة المرأة ؟ قال : نعم } .

                                                                                                                                                                                          حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ثنا أحمد بن خالد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا الحجاج بن المنهال ثنا همام بن يحيى عن أبي غالب ، فذكر حديث أنس هذا ، وفي آخره - : أن العلاء بن زياد أقبل على الناس بوجهه فقال : احفظوا ؟ فدل هذا على موافقة كل من حضر له ، وهم تابعون كلهم .

                                                                                                                                                                                          وبهذا يأخذ الشافعي ، وأحمد ، وداود ، وأصحابهم ، وأصحاب الحديث . وقال أبو حنيفة ، ومالك ، بخلاف هذا ، وما نعلم لهم حجة إلا دعوى فاسدة ، وأن ذلك كان إذ لم تكن النعوش وهذا كذب ممن قاله ; لأن أنسا صلى كذلك والمرأة في نعش أخضر ؟ وقال بعضهم : كما يقوم الإمام مواز وسط الصف خلفه كذلك يقوم مواز وسط الجنازة ؟ فيقال له : هذا باطل ، وقياس فاسد ; لأنه إمام الصف ، وليس إماما للجنازة ، ولا مأموما لها ، والذي اقتدينا به في وقوفه إزاء وسط الصف هو الذي اقتدينا به إزاء وسط [ ص: 347 ] المرأة ، وإزاء رأس الرجل ، وهو النبي عليه السلام ، الذي لا يحل خلاف حكمه - وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية