الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              178 - يزيد بن عبد الله

              ومنهم أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير أخو مطرف ، له في العبادة ذكر مشهور ، وكلامه إن قل مذكور .

              فمما حفظ عنه . قيل له : ألا نسقف مسجدنا ؟ قال : أصلحوا قلوبكم يكفكم مسجدكم ، وكان يقول : إن صاحب النار الذي لا تمنعه مخافة الله من شيء خفي له .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال :ثنا إبراهيم بن شريك ، قال : ثنا شهاب بن عباد ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن بديل بن ميسرة ، قال : كان مطرف يقول : لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر ، وكان أخوه أبو العلاء يقول : اللهم أي ذلك كان خيرا فعجل لي .

              حدثنا محمد بن حيان ، قال : ثنا أبو بكر بن مكرم ، قال : ثنا مشرف الواسطي ، قال : ثنا عمرو بن السكن ، قال : كنت عند سفيان بن عيينة ، فقام إليه رجل من أهل بغداد ، فقال : يا أبا محمد أخبرني عن قول مطرف : لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر ، أهو أحب إليك ؟ أم قول أخيه أبي العلاء : اللهم رضيت لنفسي ما رضيت لي ، قال : فسكت سكتة ثم قال : قول مطرف أحب إلي ، فقال الرجل : كيف وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له ، قال سفيان : إني قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان مع العافية التي كان فيها : ( نعم العبد إنه أواب ) ، ووجدت صفة أيوب مع البلاء الذي كان فيه نعم العبد إنه أواب ، فاستوت الصفتان وهذا معافى وهذا مبتلى [ ص: 213 ] فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر ، فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثني علي - يعني ابن إسحاق أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال :ثنا سلام بن أبي مطيع ، عن ثابت ، قال : كان الحسن في مجلس فقيل لأبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير : تكلم ، فقال : أوهناك أنا ، ثم ذكر الكلام ومؤنته وتبعته ، قال ثابت فأعجبني .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية