الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            262 - أحكام الاستحاضة

                                                                                            632 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، ثنا زهير بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل :

                                                                                            وأخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا زكريا بن عدي ، ثنا عبد الله بن عمرو الرقي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، عن عمه عمران بن طلحة ، عن أمه حمنة بنت جحش ، قالت : كنت أستحاض حيضة كبيرة شديدة ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أستفتيه ، وأخبره ، فوجدته في بيت [ ص: 405 ] أختي زينب بنت جحش ، فقلت : يا رسول الله ، إني امرأة أستحاض حيضة كبيرة شديدة ، فما ترى فيها ، قد منعتني الصلاة والصوم ، قال : " أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم " قالت : هو أكثر من ذلك إنما أثج ثجا ، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " سآمرك بأمرين أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر ، وإن قويت عليهما فأنت أعلم " قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان ، فتحيضي ستة أيام ، أو سبعة أيام في علم الله عز وجل ، ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي ثلاثا وعشرين ليلة ، أو أربعا وعشرين ليلة ، وأيامها وصومي ، فإن ذلك يجزئك ، وكذلك فافعلي كل شهر كما تحيض النساء ، وكما يطهرن لميقات حيضهن وطهرهن ، وإن قويت على أن تؤخري الظهر ، وتعجلي العصر ، فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر ، وتؤخرين المغرب ، وتعجلين العشاء ، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي وصومي ، إن قدرت على ذلك " قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " وهذا أعجب الأمرين إلي " .

                                                                                            " قد اتفق الشيخان على إخراج حديث الاستحاضة من حديث الزهري وهشام بن عروة ، عن عائشة أن فاطمة بنت أبي جحش سألت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وليس فيه هذه الألفاظ التي في حديث حمنة بنت جحش ، ورواية عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب وهو من أشراف قريش وأكثرهم رواية غير أنهما لم يحتجا به " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية