الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 198 ] 104- سورة الهمزة

                                                                                                                                                                                                                                      مكية وآيها تسع

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      ويل لكل همزة لمزة

                                                                                                                                                                                                                                      ويل مبتدأ خبره لكل همزة لمزة وساغ الأبتداء به مع كونه نكرة؛ لأنه دعاء عليهم بالهلكة أو بشدة الشر، والهمز: الكسر كالهزم، واللمز الطعن كاللهز، شاعا في الكسر من أعراض الناس والطعن فيهم وبناء فعلة للدلالة على أن ذلك منه عادة مستمرة قد ضرى بها، وكذلك اللعنة والضحكة، وقرئ "لكل همزة لمزة" بسكون الميم وهو المسخرة الذي يأتي بالأضاحيك فيضحك منه ويستهزأ به، وقيل: نزلت في الأخنس بن شريق، فإنه كان ضاريا بالغيبة والوقيعة. وقيل: في أمية بن خلف، وقيل: في الوليد بن المغيرة واغتيابه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وغضه من جنابه الرفيع، واختصاص السبب لا يستدعي خصوص الوعيد بهم؛ بل كل من اتصف بوصفهم القبيح فله ذنوب منه مثل ذنوبهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية