الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      [ ص: 335 ] ( كتاب الوصايا ) يقال : وصى توصية وأوصى إيصاء والاسم الوصية والوصاة والوصاية بفتح الواو وكسرها والوصايا جمع وصية كقضايا جمع قضية وأصله وصائي بهمزة مكسورة بعد المد يليها ياء متحركة هي لام الكلمة فتحت هذه الهمزة العارضة في الجمع وقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار وصاءا ، فكرهوا اجتماع ألفين بينهما همزة فقلبوها ياء فصار وصايا قال في المبدع : ولو قيل : إن وزنه فعالى وإن جمع المعتل خلاف جمع الصحيح لكان حسنا انتهى وهي مأخوذة من وصيت الشيء أصيه إذا وصلته فإن الميت وصل ما كان فيه من أمر حياته بما بعده من أمر مماته ( الوصية لغة الأمر ) قال تعالى { : ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب } وقال { : ذلكم وصاكم به } ومنه قول الخطيب : " أوصيكم بتقوى الله وطاعته " وشرعا ( الأمر بالتصرف بعد الموت ) كأن يوصي إلى إنسان بتزويج بناته أو غسله أو الصلاة عليه إماما أو الكلام على صغار أولاده أو تفرقة ثلثه ونحوه والأصل فيها الكتاب والسنة والإجماع أما الكتاب فقوله تعالى { : كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية } وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم : { ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده } متفق عليه وأوصى أبو بكر بالخلافة لعمر ، ووصى بها عمر إلى أهل الشورى وخرج بقوله : " بعد الموت " الوكالة .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية