الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 510 ] ومن سورة حم عسق= الشورى [42]

                                                                                                                                                                                                                      987 - قال : أن أقيموا الدين ولا [13]

                                                                                                                                                                                                                      على التفسير ؛ كأنه قال : وهو أن أقيموا الدين و: أن أقيموا / على البدل.

                                                                                                                                                                                                                      988 - وقال : وأمرت لأعدل بينكم [15]

                                                                                                                                                                                                                      أي: أمرت كي أعدل.

                                                                                                                                                                                                                      989 - وقال : إلا المودة في القربى [23]

                                                                                                                                                                                                                      استثناء خارج، يريد - والله أعلم - إلا أن أذكر مودة قرابتي.

                                                                                                                                                                                                                      وأما : يبشر [23]

                                                                                                                                                                                                                      فتقول : "بشرته وأبشرته" ، قال بعضهم : "أبشره" خفيفة، فذا من "بشرت" ؛ وهو في الشعر، قال الشاعر [ خفاف بن فدية ]:

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 511 ]

                                                                                                                                                                                                                      (300) وقد أروح إلى الحانوت أبشره بالرحل فوق ذرى العيرانة الأجد



                                                                                                                                                                                                                      قال أبو الحسن : "أنشدني يونس هذا البيت هكذا ، وجعل: الذي يبشر اسما للفعل ، كأنه "التبشير" ، كما قال : فاصدع بما تؤمر [سورة الحجر: 94] ، أي: اصدع بالأمر، ولا يكون أن تضمر فيها "الباء" وتحذفها؛ لأنك لا تقول : "كلم الذي مررت، وأنت تريد : "به".

                                                                                                                                                                                                                      990 - وقوله : ويستجيب الذين آمنوا [26] أي: استجاب. فجعلهم هم الفاعلين.

                                                                                                                                                                                                                      991 - وقال : ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور [43]

                                                                                                                                                                                                                      أما اللام التي في ولمن صبر فـ"لام" الابتداء ، وأما ذلك فمعناه - والله أعلم - : إن ذلك منه لمن عزم الأمور، وقد تقول: "مررت بدار الذراع بدرهم" ، أي: الذراع منها بدرهم" ، و: "مررت ببر قفيز بدرهم" ، أي: قفيز منه، وأما ابتداء "إن" في هذا الموضع؛ فكمثل: قل إن

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 512 ] الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم
                                                                                                                                                                                                                      [سورة الجمعة:8]، يجوز ابتداء مثل هذا إذا طال الكلام في مثل هذا الموضع.

                                                                                                                                                                                                                      992 - وقال : ينظرون من طرف خفي [45]

                                                                                                                                                                                                                      جعل "الطرف" : العين ، كأنه قال : ونظرهم من عين ضعيفة - والله أعلم - وقال يونس : "إن من طرف مثل: بطرف" ، كما تقول العرب: "ضربته في السيف وبالسيف".

                                                                                                                                                                                                                      993 - وقال : ألا إلى الله تصير الأمور [53]

                                                                                                                                                                                                                      لأن الله تبارك وتعالى يتولى الأشياء دون خلقه يوم القيامة ؛ وهو في الدنيا قد جعل بعض الأمور إليهم من الفقهاء والسلطان وأشباه ذلك.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية