الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ الركن الثاني ] .

[ كيفية اقتسام الربح بينهما ] .

فأما الركن الثاني ( وهو وجه اقتسامهما الربح ) : فإنهم اتفقوا على أنه إذا كان الربح تابعا لرءوس الأموال ( أعني : إن كان أصل مال الشركة متساويين كان الربح بينهما نصفين .

واختلفوا هل يجوز أن يختلف رءوس أموالهما ويستويان في الربح ؟ فقال مالك ، والشافعي : ذلك لا يجوز . وقال أهل العراق : يجوز ذلك .

وعمدة من منع ذلك أن تشبيه الربح بالخسران ، فكما أنه لو اشترط أحدهما جزءا من الخسران لم يجز كذلك إذا اشترط جزءا من الربح خارجا عن ماله . وربما شبهوا الربح بمنفعة العقار الذي بين الشريكين ( أعني : أن المنفعة بينهما تكون على نسبة أصل الشركة ) .

وعمدة أهل العراق : تشبيه الشركة بالقراض ، وذلك أنه لما جاز في القراض أن يكون للعامل من الربح ما اصطلحا عليه ، والعامل ليس يجعل مقابله إلا عملا فقط; كان في الشركة أحرى أن يجعل للعمل جزء من المال إذا كانت الشركة مالا من كل واحد منهما وعملا ، فيكون ذلك الجزء [ ص: 602 ] من الربح مقابلا لفضل عمله على عمل صاحبه ، فإن الناس يتفاوتون في العمل كما يتفاوتون في غير ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية