الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 552 ] كتاب المحاربين ما جاء في المحاربين قال سحنون : قلت لابن القاسم : أرأيت أهل الذمة وأهل الإسلام إذا حاربوا فأخافوا ولم يأخذوا مالا ولم يقتلوا فأخذوا ، كيف يصنع بهم الإمام في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : إذا أخافوا السبيل كان الإمام مخيرا إن شاء قتل وإن شاء قطع . قال مالك : ورب محارب لا يقتل وهو أخوف وأعظم فسادا في خوفه ممن قتل .

                                                                                                                                                                                      قلت فإن أخذه الإمام وقد أخاف ولم يأخذ مالا ولم يقتل ، أيكون الإمام مخيرا فيه يرى في ذلك رأيه ، إن شاء قطع يده أو رجله وإن شاء قتله وصلبه أم لا يكون ذلك للإمام ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : إذا نصب وأخاف وحارب - وإن لم يقتل - كان الإمام مخيرا . وتأول مالك هذه الآية قول الله تبارك وتعالى في كتابه : { أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا } سورة المائدة قال : فقد جعل الله الفساد مثل القتل

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية