الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: لا تشفع إلا بإذنه.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لا تتكلم إلا بالمأذون فيه من حسن الكلام لأنهم ملجؤون إلى ترك القبيح.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أن لهم في القيامة وقتا يمنعون فيه من الكلام إلا بإذنه. فمنهم شقي وسعيد فيه وجهان: أحدهما: محروم ومرزوق ، قاله ابن بحر . [ ص: 504 ] الثاني: معذب ومكرم ، قال لبيد:


                                                                                                                                                                                                                                        فمنهم سعيد آخذ بنصيبه ومنهم شقي بالمعيشة قانع



                                                                                                                                                                                                                                        ثم في الشقاء والسعادة قولان: أحدهما: أن الله تعالى جعل ذلك جزاء على عملهما فأسعد المطيع وأشقى العاصي ، قاله ابن بحر .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن الله ابتدأهما بالشقاوة والسعادة من غير جزاء. وروى عبد الله بن عمر عن أبيه أنه قال: لما نزلت: فمنهم شقي وسعيد قلت: يا رسول الله فعلام نعمل؟ أعلى شيء قد فرغ منه أم على ما لم يفرغ منه؟ فقال: (بلى على شيء قد فرغ منه يا عمر ، وجرت به الأقلام ولكن كل شيء ميسور لما خلق له) .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية