الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء أن الداعي يبدأ بنفسه

                                                                                                          3385 حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا أبو قطن عن حمزة الزيات عن أبي إسحق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح وأبو قطن اسمه عمرو بن الهيثم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا نصر بن علي الكوفي ) قال الحافظ : صوابه ابن عبد الرحمن وهو الوشاء ( حدثنا أبو قطن ) بفتحتين اسمه عمرو بن الهيثم بن قطن القطعي البصري ، ثقة من صغار التاسعة مات على رأس المائتين ( عن حمزة الزيات ) هو حمزة بن حبيب القاري أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم صدوق زاهد ربما وهم قاله الحافظ في التقريب ، وقال في تهذيب التهذيب : قال أبو بكر بن منجويه : كان من علماء زمانه بالقراءات ، وكان من خيار عباد الله فضلا وعبادة وورعا ونسكا وكان يجلب الزيت من الكوفة . قوله : ( فدعا له ) أي فأراد أن يدعو له ( بدأ بنفسه ) جزاء إذا ذكر قال الحافظ في الفتح بعد ذكر هذا الحديث : وهو عند مسلم في أول قصة موسى والخضر ولفظه : وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه ، قاله ويؤيد هذا القيل أنه صلى الله عليه وسلم دعا لغير نبي فلم يبدأ بنفسه كقوله في قصة هاجر : يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت عينا معينا ، وحديث أبي هريرة : اللهم أيده بروح القدس يريد حسان بن ثابت ، وحديث ابن عباس اللهم فقهه في الدين وغير ذلك من الأمثلة مع أن الذي جاء في حديث أبي لم يطرد فقد ثبت أنه دعا لبعض الأنبياء فلم يبدأ بنفسه كحديث أبي هريرة : يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد انتهى كلام الحافظ .

                                                                                                          قلت : فظهر أن بداءته صلى الله عليه وسلم بنفسه عند ذكر أحد والدعاء لم يكن من عادته اللازمة . قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) وأخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم كما في الجامع الصغير .

                                                                                                          [ ص: 232 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية