الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            11 - 69 - باب الترغيب في إجارة المكان المبارك .

                                                                                            6548 عن محمد بن سوقة ، عن أبيه قال : لما بنى عمرو بن حريث داره أتيته لأستأجر [ ص: 112 ] منه بيتا فقال : ما تصنع به ؟ فقلت : أريد أن أجلس فيه وأشتري ، وأبيع . قال : أقلت ذلك ؟ لأحدثك في هذه الدار بحديث : إن هذه الدار مباركة على من سكن فيها ، مباركة على من باع فيها ، واشترى ؛ وذلك أني أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده مال موضوع ، فتناول بكفه منه دراهم ، فدفعها إلي وقال : " هاك يا عمرو هذه الدراهم فأخذتها ثم مضيت بها إلى أمي فقلت : يا أمه أمسكي هذه الدراهم حتى ننظر في أي شيء نضعها ، فإنها دراهم أعطانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فأخذتها ، ثم مكثنا ما شاء الله حتى قدمنا الكوفة ، فأردت شراء دار ، فقالت لي أمي : يا بني ، إذا اشتريت دارا ، وهيأت مالها ، فأخبرني . ففعلت ، ثم جئت إليها ، فدعوتها ، فجاءت ، والمال موضوع فأخرجت شيئا معها ، فطرحته في الدراهم ، ثم خلطتها بيدها ، فقلت : يا أمه ، أي شيء هذه ؟ قالت : يا بني ، هذه الدراهم التي جئتني بها ، فزعمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاكها بيده ، فأنا أعلم أن هذه الدار مباركة لمن جلس فيها ، مباركة لمن باع فيها ، واشترى .

                                                                                            رواه الطبراني في الكبير ، وأبو يعلى قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد نحر جزورا ، وقد أمر بقسمها ، فقال للذي يقسمها : " أعط عمرا منها قسما " . فلم يعطني ، وأغفلني . فلما كان الغد أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين يديه دراهم ، فقال : " أخذت القسم الذي أمرت لك ؟ " . قال : قلت : يا رسول الله ، ما أعطاني شيئا . قال : " فتناول كفا من دراهم " ، ثم أعطانيها . فذكر نحوه ، وفيه جماعة لم أعرفهم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية