الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب منه

                                                                                                          3403 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحق عن رجل عن فروة بن نوفل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي قال اقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك قال شعبة أحيانا يقول مرة وأحيانا لا يقولها حدثنا موسى بن حزام أخبرنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحق عن فروة بن نوفل عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه بمعناه وهذا أصح وروى زهير هذا الحديث عن أبي إسحق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وهذا أشبه وأصح من حديث شعبة قد اضطرب أصحاب أبي إسحق في هذا الحديث وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه وقد رواه عبد الرحمن بن نوفل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن هو أخو فروة بن نوفل

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو داود ) أي الطيالسي ( عن أبي إسحاق ) هو السبيعي ( عن فروة بن نوفل ) الأشجعي مختلف في صحبته والصواب أن الصحبة لأبيه وهو من الثالثة ذكره ابن حبان في الثقات قتل في خلافة معاوية . قوله : " اقرأ قل يا أيها الكافرون أي إلى آخرها ، زاد أبو داود في روايته : ثم نم على خاتمتها " فإنها " أي هذه السورة " براءة من الشرك " أي ومفيدة للتوحيد . قوله : ( قال شعبة : أحيانا يقول مرة وأحيانا لا يقولها ) يعني قال شعبة : إن أبا إسحاق أحيانا يزيد كلمة مرة بعد قوله : قل يا أيها الكافرون وأحيانا لا يزيدها .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا موسى بن حزام ) بكسر الحاء المهملة وبالزاي أبو عمران الترمذي ( عن أبيه ) أي نوفل الأشجعي ، صحابي نزل الكوفة ( وهذا أصح ) أي حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن [ ص: 247 ] فروة عن أبيه متصلا أصح من حديث شعبة عن أبي إسحاق عن رجل عن فروة مرسلا لأن إسرائيل لم يتفرد بروايته هكذا بل تابعه زهير كما بينه الترمذي بقوله : وروى زهير هذا الحديث عن أبي إسحاق إلخ وحديث فروة بن نوفل عن أبيه هذا ذكره الحافظ في الفتح وقال أخرجه أصحاب السنن الثلاثة وابن حبان والحاكم انتهى . وفي الباب أحاديث أخرى ذكرها الشوكاني في تحفة الذاكرين .




                                                                                                          الخدمات العلمية