الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما يقول إذا دخل السوق

                                                                                                          3428 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا أزهر بن سنان حدثنا محمد بن واسع قال قدمت مكة فلقيني أخي سالم بن عبد الله بن عمر فحدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة قال أبو عيسى هذا حديث غريب وقد رواه عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله هذا الحديث نحوه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أزهر بن سنان ) بكسر سين مهملة وخفة نون أولى البصري أبو خالد القرشي ضعيف ، من السابعة . قوله : ( فلقيني أخي ) أي في الدين ( من دخل السوق ) قال الطيبي : خصه بالذكر ؛ لأنه مكان الغفلة عن ذكر الله والاشتغال بالتجارة فهو موضع سلطنة الشيطان ومجمع جنوده فالذاكر هناك يحارب الشيطان ويهزم جنوده فهو خليق بما ذكر من الثواب انتهى . ( فقال ) أي سرا أو جهرا ( بيده الخير ) وكذا الشر لقوله تعالى : قل كل من عند الله فهو من باب الاكتفاء أو من [ ص: 273 ] طريق الأدب فإن الشر لا ينسب إليه ( وهو على كل شيء ) أي مشيء ( قدير ) تام القدرة . قال الطيبي : فمن ذكر الله فيه دخل في زمرة من قال تعالى في حقهم : رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ( كتب الله له ) أي أثبت له أو أمر بالكتابة لأجله ( ومحا عنه ) أي بالمغفرة أو أمر بالمحو عن صحيفته . قوله : ( هذا حديث غريب ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث وكلام الترمذي هذا ما لفظه : إسناده متصل حسن ورواته ثقات أثبات ، وفي أزهر بن سنان خلاف ، وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به . وقال الترمذي في رواية : له مكان ورفع له ألف ألف درجة وبنى له بيتا في الجنة ، ورواه بهذا اللفظ ابن ماجه ، وابن أبي الدنيا ، والحاكم وصححه ، كلهم من رواية عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده ، ورواه الحاكم أيضا من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا أيضا ، وقال : صحيح الإسناد ، كذا قال وفي إسناده مسروق بن المرزبان يأتي الكلام عليه انتهى .

                                                                                                          قلت : قد ذكر في آخر كتابه مسروق بن المرزبان وقال : قال أبو حاتم ليس بالقوي ووثقه غيره وذكر أيضا أزهر بن سنان وقال : قال ابن معين : ليس بشيء وقال ابن عدي : ليست أحاديثه بالمنكرة جدا أرجو أنه لا بأس به انتهى . وقال الشوكاني في تحفة الذاكرين : والحديث أقل أحواله أن يكون حسنا وإن كان في ذكر العدد على هذه الصفة نكارة .




                                                                                                          الخدمات العلمية