الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما يقول العبد إذا مرض

                                                                                                          3430 حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا إسمعيل بن محمد بن جحادة حدثنا عبد الجبار بن عباس عن أبي إسحق عن الأغر أبي مسلم قال أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه فقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا الله وحده قال يقول الله لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال الله لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي وكان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد رواه شعبة عن أبي إسحق عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد بنحو هذا الحديث بمعناه ولم يرفعه شعبة حدثنا بذلك محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة بهذا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا إسماعيل بن محمد بن جحادة ) بضم جيم وخفة هاء مهملة وإهمال دال العطار الكوفي المكفوف ، صدوق يهم ، من التاسعة ( حدثنا عبد الجبار بن عباس ) الشامي ( عن أبي إسحاق ) السبيعي ( أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة ) ظاهر في أنه سمعه منهما ، قال ابن التين : أراد بهذا اللفظ التأكيد للرواية انتهى . قلت : هو من ألفاظ تحمل الحديث . قال السيوطي في تدريب الراوي : عقد الرامهرمزي بابا في تنويع ألفاظ التحمل منها : الإتيان بلفظ الشهادة كقول أبي سعيد أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الجر أن ينتبذ فيه ، وقول عبد الله بن طاوس : أشهد على والدي أنه قال : أشهد على جابر بن عبد الله أنه قال : أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : أمرت أن أقاتل الناس ، الحديث انتهى .

                                                                                                          قوله : ( صدقه ربه وقال ) أي وقال الرب بيانا لتصديقه أي قرره بأن قال : ( لا إله إلا أنا وأنا أكبر ) وهذا أبلغ من أن يقول صدقت ( وإذا قال ) أي العبد ( قال يقول الله ) أي قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تصديقا لعبده وحذف " صدقه ربه " هنا للعلم به مما قبله وعبر هنا بـ " يقول وثمة " وفيما يأتي بـ " قال " تفننا ( وكان يقول ) أي النبي صلى الله عليه وسلم ( من قالها ) أي هذه الكلمات من دون الجوابات ( ثم مات ) أي من ذلك المرض ( لم تطعمه النار ) قال الطيبي : أي لم تأكله ، استعار الطعم للإحراق مبالغة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه النسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححاه .

                                                                                                          [ ص: 275 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية