الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا

                                                                                                                2309 حدثنا سعيد بن منصور وأبو الربيع قالا حدثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفا قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا زاد أبو الربيع ليس مما يصنعه الخادم ولم يذكر قوله والله وحدثناه شيبان بن فروخ حدثنا سلام بن مسكين حدثنا ثابت البناني عن أنس بمثله

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، والله ما قال لي أفا قط ، ولا قال لشيء لم فعلت كذا ، وهلا فعلت كذا ) وفي رواية : ( ولا عاب علي شيئا ) وفي رواية : ( تسع سنين ) ، وفي رواية : ( كان رسول الله أحسن الناس خلقا ) .

                                                                                                                [ ص: 466 ] أما قوله : ( ما قال لي أفا ) . فذكر القاضي وغيره فيها عشر لغات : ( أف ) بفتح الفاء وضمها وكسرها بلا تنوين ، وبالتنوين ، فهذه ست ، و ( أف ) بضم الهمزة وإسكان الفاء ، و ( إف ) بكسر الهمزة وفتح الفاء ، وأفي ، وأفه بضم همزتهما . قالوا : وأصل الأف والتف وسخ الأظفار ، وتستعمل هذه الكلمة في كل ما يستقذر ، وهي اسم فعل تستعمل في الواحد والاثنين والجمع والمؤنث والمذكر بلفظ واحد . قال الله تعالى ولا تقل لهما أف قال الهروي : يقال لكل ما يضجر منه ويستثقل أف له ، وقيل : معناه الاحتقار مأخوذ من الأفف ، وهو القليل .

                                                                                                                وأما ( قط ) ففيها لغات : قط وقط بفتح القاف وضمها مع تشديد الطاء المضمومة ، وقط بفتح القاف وكسر الطاء المشددة ، وقط بفتح القاف وإسكان الطاء ، وقط بفتح القاف وكسر الطاء المخففة ، وهي لتوكيد نفي الماضي .




                                                                                                                الخدمات العلمية