الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
قيل: الجواب عن هذا هو الوجه الخامس وهو أن هذه المسألة قد صدرها بالكلام في الحيز مع من يقول: إنه ليس بجسم ومع هذا فإنه يكون مختصا بالجهة، وقد قال هو لما ذكر الحجة: " إذا ثبت ذلك ثبت أنه لا يلزم من نفي كون الشيء جسما نفي اختصاصه بالجهة والحيز.

[ ص: 216 ] وإذا كان كذلك فيقال: إما أن يكون الحيز مستلزما لكون الحال فيه جسما أو جوهرا فردا، أو لا يستلزم ذلك، فإن كان الحيز مستلزما لذلك لم يكن المختص بالحيز إلا جسما أو جوهرا فردا، وحينئذ فيلزم من نفي كونه جسما وكونه جوهرا فردا أن لا يكون متحيزا كما قد يفعله المؤسس وغيره أحيانا، وهو خلاف الفرض، فإن الفرض نفي الحيز والجهة بدون البناء على نفي الجسمية خلافا لمن يقول: ليس بجسم، ولكنه في الحيز والجهة. فإذا كان هذا الدليل لا يتم إلا بنفي الجسمية بطل هذا الدليل من أصله، ومتى كان الحيز مستلزما للجسم أو للجوهر الفرد لزم من نفي اللازم وهو الجسم والجوهر الفرد نفي الملزوم وهو الحيز. وإن كان الحيز ليس مستلزما للجسم والجوهر الفرد لم يلزم أن يكون الحال فيه جسما ولا جوهرا فردا وحينئذ فلا يلزم أن يقال: ينقسم بانقسام الحال فيه، إن كان جوهرا فردا كان الحيز واحدا، وإن كان جسما كان أو أكثر من واحد فإن الحال فيه على هذا التقدير لا يكون جسما ولا جوهرا فردا، وإن كان كذلك ظهر أن تقسيمه الحيز إلى واحد أكثر من واحد غير لازم على هذا التقدير، ولا يصح الدليل على التقدير الأول، وذلك يظهر بطلانه على التقديرين.

التالي السابق


الخدمات العلمية