الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب أي الكلام أحب إلى الله

                                                                                                          3593 حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسمعيل بن إبراهيم أخبرنا الجريري عن أبي عبد الله الجسري عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاده أو أن أبا ذر عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أي الكلام أحب إلى الله عز وجل قال ما اصطفاه الله لملائكته سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح [ ص: 38 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 38 ] قوله : ( عن أبي عبد الله الجسري ) بفتح الجيم وكسرها وسكون السين المهملة نسبة إلى جسر بطن من عنزة وقضاعة ، واسمه : حميري بكسر الحاء وبالراء بلفظ النسبة ابن بشير ثقة يرسل من الثالثة

                                                                                                          قوله : ( أو أن أبا ذر ) كلمة أو للشك من الراوي " ما اصطفاه الله لملائكته " أي : الذي اختاره من الذكر للملائكة ، وأمرهم بالدوام عليه لغاية فضيلته " سبحان ربي " أي : أنزهه من كل سوء " وبحمده " الواو للحال أي : أسبح ربي متلبسا بحمده أو عاطفة أي : أسبح ربي وأتلبس بحمده يعني أنزهه عن جميع النقائص وأحمده بأنواع الكمالات ، قال الطيبي : لمح به إلى قوله تعالى ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك وفي رواية لمسلم أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده ، قال النووي : هذا محمول على كلام الآدمي ، وإلا فالقرآن أفضل ، وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق ، فأما المأثور في وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل . انتهى .

                                                                                                          وفي الحديث : أن أحب الكلام إلى الله : سبحان الله وبحمده . وهذا بظاهره يعارض حديث جابر الذي تقدم في باب أن دعوة المسلم مستجابة بلفظ : أفضل الذكر لا إله إلا الله ، وقد جمع القرطبي بما حاصله أن هذه الأذكار إذا أطلق على بعضها أنه أفضل الكلام أو أحبه إلى الله فالمراد إذا انضمت إلى أخواتها بدليل حديث سمرة عند مسلم : أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ويحتمل أن يكتفى في ذلك بالمعنى فيكون من اقتصر على بعضها كفى ؛ لأن حاصلها التعظيم والتنزيه ، ومن نزهه فقد عظمه ، ومن عظمه فقد نزهه . انتهى ، قال الحافظ : ويحتمل أن يجمع بأن تكون ( من ) مضمرة في قوله : أفضل الذكر لا إله إلا الله وفي قوله أحب الكلام إلى الله بناء على أن لفظ ( أفضل ) و ( أحب ) متساويان في المعنى لكن يظهر مع ذلك تفضيل لا إله إلا الله لأنها ذكرت بالتنصيص عليها بالأفضلية الصريحة . وذكرت مع أخواتها بالأحبية فحصل [ ص: 39 ] لها التفضيل تنصيصا وانضماما . انتهى . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ومسلم والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية