الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب استجابة الدعاء في غير قطيعة رحم

                                                                                                          3968 حدثنا يحيى بن موسى أخبرنا أبو معاوية أخبرنا الليث هو ابن أبي سليم عن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له فإما أن يعجل له في الدنيا وإما أن يدخر له في الآخرة وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل قالوا يا رسول الله وكيف يستعجل قال يقول دعوت ربي فما استجاب لي قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن زياد ) في جامع الترمذي عدة رواة من طبقة التابعين أسماؤهم زياد ، ولم يتعين لي أن زيادا هذا من هو قوله : " أو يستعجل " أي : ما لم يستعجل " دعوت ربي فما استجاب لي " هو إما استبطاء أو إظهار يأس وكلاهما مذموم ، أما الأول فلأن الإجابة لها وقت معين كما ورد أن بين دعاء موسى وهارون على فرعون وبين الإجابة أربعين سنة ، وأما القنوط فلا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ، مع أن الإجابة على أنواع منها تحصيل عين المطلوب في الوقت المطلوب ، ومنها وجوده في وقت آخر لحكمة اقتضت تأخيره ، ومنها دفع شر بدله أو إعطاء خير آخر خير من مطلوبه ومنها ادخاره ليوم يكون أحوج إلى ثوابه ، ومنها تكفير الذنوب بقدر ما دعا .




                                                                                                          الخدمات العلمية