الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        معلومات الكتاب

                        إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول

                        الشوكاني - محمد بن علي بن محمد الشوكاني

                        صفحة جزء
                        البحث السابع : في حجية إجماع الصحابة

                        إجماع الصحابة حجة بلا خلاف ، ونقل القاضي عبد الوهاب عن قوم من المبتدعة أن إجماعهم ليس بحجة .

                        وقد ذهب إلى اختصاص حجية الإجماع بإجماع الصحابة داود الظاهري ، وهو ظاهر كلام ابن حبان في صحيحه ، وهذا هو المشهور عن الإمام أحمد بن حنبل فإنه قال في رواية أبي داود عنه : الإجماع أن يتبع ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أصحابه ، وهو في التابعين مخير .

                        وقال أبو حنيفة : إذا أجمعت الصحابة على شيء سلمنا ، وإذا أجمع التابعون زاحمناهم .

                        قال أبو الحسن السهيلي في أدب الجدل : النقل عن داود بما إذا أجمعوا عن نص كتاب أو سنة ، فأما إذا أجمعوا على حكم من جهة القياس ، فاختلفوا فيه .

                        وقال ابن وهب : ذهب داود وأصحابنا إلى أن الإجماع إنما هو إجماع الصحابة فقط ، وهو قول لا يجوز خلافه ; لأن الإجماع إنما يكون عن توقيف ، والصحابة هم الذين شهدوا التوقيف .

                        فإن قيل : فما تقولون في إجماع من بعدهم ؟ قلنا : هذا لا يجوز لأمرين :

                        أحدهما : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنبأ عن ذلك ، فقال لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين .

                        والثاني : أن سعة أقطار الأرض وكثرة العدد لا تمكن من ضبط أقوالهم ، ومن ادعى هذا لا يخفى على أحد كذبه .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية