بسم الله الرحمن الرحيم كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل رضي الله عنه أبي بكر الصديق
2381 حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قال وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا وقال الآخران حدثنا عبد الله حدثنا حبان بن هلال حدثنا همام ثابت حدثنا أن أنس بن مالك حدثه قال أبا بكر الصديق أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يا نظرت إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال
كتاب فضائل الصحابة
- باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
- باب من فضائل عمر رضي الله عنه
- باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه
- باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
- باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
- باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما
- باب فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه
- باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما
- باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
- باب فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما
- باب فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما
- باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها
- باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنهما
- باب ذكر حديث أم زرع
- باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام
- باب من فضائل أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها
- باب من فضائل زينب أم المؤمنين رضي الله عنها
- باب من فضائل أم أيمن رضي الله عنها
- باب من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال رضي الله عنهما
- باب من فضائل أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه
- باب من فضائل بلال رضي الله عنه
- باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله تعالى عنهما
- باب من فضائل أبي بن كعب وجماعة من الأنصار رضي الله تعالى عنهم
- باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه
- باب من فضائل أبي دجانة سماك بن خرشة رضي الله تعالى عنه
- باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي الله تعالى عنهما
- باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه
- باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه
- باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله تعالى عنه
- باب فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
- باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
- باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه
- باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه
- باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه
- باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه
- باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة
- باب من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم
- باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين رضي الله عنهما
- باب من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم
- باب من فضائل أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه
- باب من فضائل جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس وأهل سفينتهم رضي الله عنهم
- باب من فضائل سلمان وصهيب وبلال رضي الله تعالى عنهم
- باب من فضائل الأنصار رضي الله تعالى عنهم
- باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم
- باب في حسن صحبة الأنصار رضي الله عنهم
- باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم
- باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيئ
- باب خيار الناس
- باب من فضائل نساء قريش
- باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه رضي الله عنهم
- باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه وبقاء أصحابه أمان للأمة
- باب فضل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
- باب قوله صلى الله عليه وسلم لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم
- باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم
- باب من فضائل أويس القرني رضي الله عنه
- باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر
- باب فضل أهل عمان
- باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها
- باب فضل فارس
- باب قوله صلى الله عليه وسلم الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة
التالي
السابق
[ ص: 529 ] قال الإمام أبو عبد الله المازري : اختلف الناس في ، فقالت طائفة : لا تفاضل ، بل نمسك عن ذلك ، وقال الجمهور بالتفضيل ، ثم اختلفوا ، فقال تفضيل بعض الصحابة على بعض أهل السنة : أفضلهم أبو بكر الصديق ، وقال الخطابية : أفضلهم ، وقالت عمر بن الخطاب الراوندية : أفضلهم العباس ، وقالت الشيعة : علي واتفق أهل السنة على أن أفضلهم أبو بكر ، ثم عمر . قال جمهورهم : ثم عثمان ، ثم علي . وقال بعض أهل السنة من أهل الكوفة بتقديم علي على عثمان ، والصحيح المشهور تقديم عثمان . قال أبو منصور البغدادي : أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة على الترتيب المذكور ثم تمام العشرة ، ثم أهل بدر ، ثم أحد ، ثم بيعة الرضوان ، وممن له مزية أهل العقبتين من الأنصار ، وكذلك السابقون الأولون ، وهم من صلى إلى القبلتين في قول ابن المسيب وطائفة ، وفي قول الشعبي أهل بيعة الرضوان ، وفي قول عطاء أهل ومحمد بن كعب بدر . قال القاضي عياض : وذهبت طائفة ، منهم ، إلى أن من توفي من الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل ممن بقي بعده ، وهذا الإطلاق غير مرض ولا مقبول . ابن عبد البر
واختلف العلماء في أن التفضيل المذكور قطعي أم لا ؟ وهل هو في الظاهر والباطن أم في الظاهر خاصة ؟ وممن قال بالقطع . قال : وهم في الفضل على ترتيبهم في الإمامة . وممن قال بأنه اجتهادي ظني أبو الحسن الأشعري . أبو بكر الباقلاني
وذكر ابن الباقلاني اختلاف العلماء في أن التفضيل هل هو في الظاهر والباطن جميعا ؟ وكذلك اختلفوا في عائشة أيتهما أفضل ؟ وفي وخديجة عائشة وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين .
وأما عثمان رضي الله عنه فخلافته صحيحة [ ص: 530 ] بالإجماع ، وقتل مظلوما ، وقتلته فسقة ؛ لأن موجبات القتل مضبوطة ، ولم يجر منه رضي الله عنه ما يقتضيه ، ولم يشارك في قتله أحد من الصحابة ، وإنما قتله همج ورعاع من غوغاء القبائل وسفلة الأطراف والأرذال ، تحزبوا وقصدوه من مصر ، فعجزت الصحابة الحاضرون عن دفعهم ، فحصروه حتى قتلوه رضي الله عنه .
وأما علي رضي الله عنه فخلافته صحيحة بالإجماع ، وكان هو الخليفة في وقته لا خلافة لغيره .
وأما معاوية رضي الله عنه فهو من العدول الفضلاء ، والصحابة النجباء رضي الله عنه وأما فكانت لكل طائفة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها ، وكلهم عدول رضي الله عنهم ، ومتأولون في حروبهم وغيرها ، ولم يخرج شيء من ذلك أحدا منهم عن العدالة ؛ لأنهم مجتهدون اختلفوا في مسائل من محل الاجتهاد كما يختلف المجتهدون بعدهم في مسائل من الدماء وغيرها ، ولا يلزم من ذلك نقص أحد منهم . الحروب التي جرت
واعلم أن سبب تلك الحروب أن القضايا كانت مشتبهة ، فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم ، وصاروا ثلاثة أقسام : قسم ظهر بالاجتهاد أن الحق في هذا الطرف ، وأن مخالفه باغ ، فوجب عليهم نصرته ، وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه ، ففعلوا ذلك ، ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخر عن مساعدة إمام العدل في قتال البغاة في اعتقاد .
وقسم عكس هؤلاء ، ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في الطرف الآخر ، فوجب عليهم مساعدته ، وقتال الباغي عليه .
وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية ، وتحيروا فيها ، ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين ، فاعتزلوا الفريقين ، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم ، لأنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك ، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين ، وأن الحق معه ، لما جاز لهم التأخر عن نصرته في قتال البغاة عليه .
فكلهم معذورون رضي الله عنهم ، ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم ، وكمال عدالتهم رضي الله عنهم أجمعين .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) معناه ثالثهما بالنصر والمعونة ، والحفظ والتسديد ، وهو داخل في قوله تعالى : يا إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وفيه بيان عظيم توكل النبي صلى الله عليه وسلم حتى في هذا المقام . وفيه فضيلة لأبي بكر رضي الله عنه ، وهي من أجل مناقبه ، والفضيلة من أوجه : منها هذا اللفظ ، ومنها بذله نفسه ، ومفارقته أهله وماله ورياسته في طاعة الله تعالى ورسوله ، وملازمة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعاداة الناس فيه . ومنها جعله نفسه وقاية عنه وغير ذلك .
واختلف العلماء في أن التفضيل المذكور قطعي أم لا ؟ وهل هو في الظاهر والباطن أم في الظاهر خاصة ؟ وممن قال بالقطع . قال : وهم في الفضل على ترتيبهم في الإمامة . وممن قال بأنه اجتهادي ظني أبو الحسن الأشعري . أبو بكر الباقلاني
وذكر ابن الباقلاني اختلاف العلماء في أن التفضيل هل هو في الظاهر والباطن جميعا ؟ وكذلك اختلفوا في عائشة أيتهما أفضل ؟ وفي وخديجة عائشة وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين .
وأما عثمان رضي الله عنه فخلافته صحيحة [ ص: 530 ] بالإجماع ، وقتل مظلوما ، وقتلته فسقة ؛ لأن موجبات القتل مضبوطة ، ولم يجر منه رضي الله عنه ما يقتضيه ، ولم يشارك في قتله أحد من الصحابة ، وإنما قتله همج ورعاع من غوغاء القبائل وسفلة الأطراف والأرذال ، تحزبوا وقصدوه من مصر ، فعجزت الصحابة الحاضرون عن دفعهم ، فحصروه حتى قتلوه رضي الله عنه .
وأما علي رضي الله عنه فخلافته صحيحة بالإجماع ، وكان هو الخليفة في وقته لا خلافة لغيره .
وأما معاوية رضي الله عنه فهو من العدول الفضلاء ، والصحابة النجباء رضي الله عنه وأما فكانت لكل طائفة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها ، وكلهم عدول رضي الله عنهم ، ومتأولون في حروبهم وغيرها ، ولم يخرج شيء من ذلك أحدا منهم عن العدالة ؛ لأنهم مجتهدون اختلفوا في مسائل من محل الاجتهاد كما يختلف المجتهدون بعدهم في مسائل من الدماء وغيرها ، ولا يلزم من ذلك نقص أحد منهم . الحروب التي جرت
واعلم أن سبب تلك الحروب أن القضايا كانت مشتبهة ، فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم ، وصاروا ثلاثة أقسام : قسم ظهر بالاجتهاد أن الحق في هذا الطرف ، وأن مخالفه باغ ، فوجب عليهم نصرته ، وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه ، ففعلوا ذلك ، ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخر عن مساعدة إمام العدل في قتال البغاة في اعتقاد .
وقسم عكس هؤلاء ، ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في الطرف الآخر ، فوجب عليهم مساعدته ، وقتال الباغي عليه .
وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية ، وتحيروا فيها ، ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين ، فاعتزلوا الفريقين ، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم ، لأنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك ، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين ، وأن الحق معه ، لما جاز لهم التأخر عن نصرته في قتال البغاة عليه .
فكلهم معذورون رضي الله عنهم ، ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم ، وكمال عدالتهم رضي الله عنهم أجمعين .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) معناه ثالثهما بالنصر والمعونة ، والحفظ والتسديد ، وهو داخل في قوله تعالى : يا إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وفيه بيان عظيم توكل النبي صلى الله عليه وسلم حتى في هذا المقام . وفيه فضيلة لأبي بكر رضي الله عنه ، وهي من أجل مناقبه ، والفضيلة من أوجه : منها هذا اللفظ ، ومنها بذله نفسه ، ومفارقته أهله وماله ورياسته في طاعة الله تعالى ورسوله ، وملازمة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعاداة الناس فيه . ومنها جعله نفسه وقاية عنه وغير ذلك .