الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه

                                                                                                          3847 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن البراء قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فجعلوا يعجبون من لينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون من هذا لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا وفي الباب عن أنس قال أبو عيسى وهذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( مناقب سعد بن معاذ ) بن النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي ، ثم الأشهلي وهو كبير الأوس كما أن سعد بن عبادة كبير الخزرج . أسلم على يد مصعب بن عمير لما أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى [ ص: 234 ] المدينة يعلم المسلمين . لما أسلم قال لبني عبد الأشهل : كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام وشهد بدرا بلا خلاف فيه ، وشهد أحدا ، والخندق ورماه يومئذ حبان بن العراقة في أكحله فعاش شهرا ، ثم تنفض جرحه فمات منه ، وكان موته بعد الخندق بشهر ، وبعد قريظة بليال .

                                                                                                          قوله : ( أهدي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثوب حرير ) بصيغة المجهول والذي أهداه له : أكيدر دومة كما بينه أنس في حديثه عند البخاري في باب قبول الهدية من المشركين ( أتعجبون من هذا ) أي : تعجبون من لين هذا " لمناديل سعد بن معاذ " جمع منديل وهو الذي يحمل في اليد ، وقال ابن الأعرابي وغيره هو مشتق من الندل وهو النقل لأنه ينقل من واحد إلى واحد ، وقيل : من الندل وهو الوسخ لأنه يندل به ، إنما ضرب المثل بالمنديل لأنها ليست من علية الثياب بل هي تتبدل في أنواع من المرافق يتمسح بها الأيدي وينفض بها الغبار عن البدن ، ويعطى بها ما يهدى ، وتتخذ لفائف للثياب ، فصار سبيلها سبيل الخادم ، وسبيل سائر الثياب سبيل المخدوم ، فإذا كان أدناها هكذا ، فما ظنك بعليتها ؟ فإن قلت : ما وجه تخصيص سعد به ؟ قلت : لعل منديله كان من جنس ذلك الثوب لونا ، ونحوه ، أو كان الوقت يقتضي استمالة سعد ، أو كان اللامسون المتعجبون من الأنصار ، فقال منديل سيدكم خير منه ، أو كان سعد يحب ذلك الجنس من الثياب . قوله : ( وفي الباب عن أنس ) أخرجه الترمذي في أوائل أبواب اللباس . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية