الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في أي دور الأنصار خير

                                                                                                          3910 حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه سمع أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير دور الأنصار أو بخير الأنصار قالوا بلى يا رسول الله قال بنو النجار ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشهل ثم الذين يلونهم بنو الحارث بن الخزرج ثم الذين يلونهم بنو ساعدة ثم قال بيده فقبض أصابعه ثم بسطهن كالرامي بيديه قال وفي دور الأنصار كلها خير قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي هذا أيضا عن أنس عن أبي أسيد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ماجاء في أي دور الأنصار خير )

                                                                                                          الدور بالضم : جمع دار ، وهي المنازل المسكونة ، والمحال وتجمع أيضا على ديار وأراد بها هنا القبائل ، وكل قبيلة اجتمعت في محلة سميت تلك المحلة دارا ، وسمي ساكنوها بها مجازا على حذف المضاف أي : أهل الدور ، كذا في النهاية .

                                                                                                          قوله : " ألا أخبركم بخير دور الأنصار " أي : أفضل قبائلهم ، قال النووي : وكانت كل قبيلة منا تسكن محلة فتسمى تلك المحلة دار بني فلان ، ولهذا جاء في كثير من الروايات بنو فلان من غير ذكر الدار ، قال العلماء : وتفضيلهم على قدر سبقهم إلى الإسلام ومآثرهم فيه ، وفي هذا دليل لجواز تفضيل القبائل ، والأشخاص بغير مجازفة ولا هوى ولا يكون هذا غيبة . انتهى " ، أو بخير الأنصار " ، أو للشك من الراوي " بنو النجار " بفتح النون وتشديد الجيم هم من الخزرج ، والنجار هو تيم الله ، وسمي بذلك لأنه ضرب رجلا فنجره فقيل : له النجار ، وهو ابن ثعلبة بن عمرو بن [ ص: 282 ] الخزرج ، أخو الأوس ابنا حارثة بن ثعلبة العنقاء " ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشهل " هم من الأوس ، وهو عبد الأشهل بن جشيم بن الحرث بن الخزرج الأصفر بن عمرو بن مالك وابن الأوس بن حارثة " ثم الذين يلونهم بنو الحارث بن الخزرج " أي : الأكبر أي : ابن عمرو بن مالك بن الأوس المذكور بن حارثة " الذين يلونهم بنو ساعدة " هم من الخزرج المذكور أيضا وساعدة هو ابن كعب بن الخزرج الأكبر ( ثم قال بيديه ) أي : أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهما ( كالرامي بيديه ) أي : كالذي يرمي الشيء بيديه فإنه يقبض أصابعه على الشيء ثم يبسطهن " ، وفي دور الأنصار كلها خير " أي : فضل بالنسبة إلى غيرهم من أهل المدينة ، وهو تعميم بعد تخصيص . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية