الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وترى كثيرا منهم أي من أولئك اليهود - كما روي عن ابن زيد - والخطاب لسيد المخاطبين - صلى الله تعالى عليه وسلم - أو لكل من يصلح للخطاب، والرؤية بصرية، وقيل: قلبية، وقوله: يسارعون في الإثم والعدوان في موضع الحال من [ ص: 179 ] ( كثيرا ) الموصوف بالجار والمجرور، وقيل: مفعول ثان لـ( ترى ) والمسارعة مبادرة الشيء بسرعة، وإيثار ( في ) على ( إلى ) للإشارة إلى تمكنهم فيما يسارعون إليه تمكن المظروف في ظرفه، وإحاطته بأعمالهم، وقد مرت الإشارة إلى ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      والمراد بالإثم الحرام، وقيل: الكذب مطلقا، وقيل: الكذب بقولهم ( آمنا ) لأنه إما إخبار أو إنشاء متضمن الإخبار بحصول صفة الإيمان لهم، واستدل على التخصيص بقوله تعالى الآتي: عن قولهم الإثم وأنت تعلم أنه لا يقتضيه، وقيل: المراد به الكفر، وروي ذلك عن السدي ، ولعل الداعي لتخصيصه به كونه الفرد الكامل، والمراد من العدوان الظلم، أو مجاوزة الحد في المعاصي، وقيل: الإثم ما يختص بهم، والعدوان ما يتعدى إلى غيرهم، والكلام مسوق لوصفهم بسوء الأعمال بعد وصفهم بسوء الاعتقاد.

                                                                                                                                                                                                                                      وأكلهم السحت أي الحرام مطلقا، وقال الحسن : الرشوة في الحكم، والتنصيص على ذلك بالذكر - مع اندراجه في المتقدم - للمبالغة في التقبيح لبئس ما كانوا يعملون أي لبئس شيئا يعملونه هذه الأمور، فـ( ما ) نكرة موصوفة وقعت تمييزا لضمير الفاعل المستتر في ( بئس ) والمخصوص بالذم محذوف - كما أشرنا إليه - وجوز جعل ( ما ) موصولة فاعل ( بئس ) والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على الاستمرار.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية