الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل في بيان حقيقة المصالح والمفاسد

المصالح أربعة أنواع : اللذات وأسبابها ، والأفراح وأسبابها . والمفاسد [ ص: 12 ] أربعة أنواع : الآلام وأسبابها ، والغموم وأسبابها ، وهي منقسمة إلى دنيوية وأخروية ، فأما لذات الدنيا وأسبابها وأفراحها وآلامها وأسبابها ، وغمومها وأسبابها ، فمعلومة بالعادات ، ومن أفضل لذات الدنيا لذات المعارف وبعض الأحوال ، ولذات بعض الأفعال في حق الأنبياء والأبدال ، فليس من جعلت قرة عينه في الصلاة كمن جعلت الصلاة شاقة عليه ، وليس من يرتاح إلى إيتاء الزكاة كمن يبذلها وهو كاره لها ، وأما لذات الآخرة وأسبابها وأفراحها وأسبابها ، وآلامها وأسبابها وغمومها وأسبابها ، فقد دل عليه الوعيد ، والزجر والتهديد .

وأما اللذات فمثل قوله : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } ، وقوله : { يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين } .

وأما الأفراح ففي مثل قوله تعالى : { ولقاهم نضرة وسرورا } ، وقوله : { فرحين بما آتاهم الله من فضله } .

وفي مثل قوله : { يستبشرون بنعمة من الله وفضل } .

وأما الآلام ففي مثل قوله : { ولهم عذاب أليم } ، وقوله : { ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ } .

وأما الغموم ففي مثل قوله : { كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها } .

التالي السابق


الخدمات العلمية