الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 2115 ] القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [80] ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون

                                                                                                                                                                                                                                      ترى كثيرا منهم أي: من أهل الكتاب: يتولون الذين كفروا أي: يوالون المشركين، بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الرازي: والمراد منهم كعب بن الأشرف وأصحابه، حين استجاشوا المشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم: وذكرنا ذلك في قوله تعالى: ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا

                                                                                                                                                                                                                                      لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أي: لبئس شيئا قدموا لمعادهم. وقوله تعالى: أن سخط الله عليهم هو المخصوص بالذم، على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، تنبيها على كمال التعلق والارتباط بينهما كأنهما شيء واحد، ومبالغة في الذم. والمعنى: لبئس زادهم في الآخرة موجب سخطه تعالى عليهم: وفي العذاب أي: عذاب جهنم. هم خالدون

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية