الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب كيف تؤخذ زكاة النخل ، والعنب

أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا عبد الله بن نافع عن ابن صالح التمار عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في زكاة الكرم يخرص كما تخرص النخل ثم تؤدى زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا } أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا عبد الله بن نافع عن محمد بن صالح التمار عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث على الناس من يخرص كرومهم وثمارهم } .

( قال الشافعي ) رحمه الله : وبهذا نأخذ في كل ثمرة يكون لها زبيب ، وثمار الحجاز فيما علمت كلها تكون تمرا ، أو زبيبا إلا أن يكون شيئا لا أعرفه .

( قال الشافعي ) : وأحسب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخرص النخل ، والعنب لشيئين أحدهما أن ليس لأهله منع الصدقة منه ، وأنهم مالكون تسعة أعشاره وعشره لأهل السهمان ( قال ) : وكثير من منفعة أهله به إنما يكون إذا كان رطبا وعنبا ; لأنه أغلى ثمنا منه تمرا ، أو زبيبا ، ولو منعوه رطبا ، أو عنبا ليؤخذ عشره أضر بهم ، ولو ترك خرصه ضيع حق أهل السهمان منه فإنه يؤخذ ولا يحصى فخرص والله تعالى أعلم وخلى بينهم وبينه للرفق بهم ، والاحتياط لأهل السهمان .

( قال الشافعي ) : والخرص إذا حل البيع ، وذلك حين يرى في الحائط الحمرة ، والصفرة ، وكذلك حين يتموه العنب ويوجد فيه ما يؤكل منه ويأتي الخارص النخلة فيطوف بها حتى يرى كل ما فيها ثم يقول خرصها رطبا كذا وينقص إذا صار تمرا كذا يقيسها على كيلها تمرا ويصنع ذلك بجميع الحائط ثم يحمل مكيلته تمرا وهكذا يصنع بالعنب ثم يخلي بين أهله وبينه ، فإذا صار زبيبا وتمرا أخذ العشر على ما خرصه تمرا وزبيبا من التمر ، والزبيب

التالي السابق


الخدمات العلمية