الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
خاتمة الكتاب بكلمات متفرقة تتعلق بالمحبة ينتفع بها .

قال سفيان المحبة اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غيره دوام الذكر وقال غيره : إيثار المحبوب . وقال بعضهم : كراهية البقاء في الدنيا .

وهذا كله إشارة إلى ثمرات المحبة .

التالي السابق


* (خاتمة الكتاب بكلمات متفرقة تتعلق بالمحبة) رسما وتعريفا (ينتفع بها، قال سفيان) الثوري -رحمه الله تعالى-: (المحبة اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ) فيما أمر به ونهى، وهو دليل محبة الله تعالى، فإن من أحب الله فقد أحب رسوله، ومن أحب رسوله تبع سنته وطريقته. (وقال غيره:) المحبة (دوام الذكر) روى البيهقي في الشعب عن أبي الحافظ قال: سئل سمنون عن المحبة فقال: صفاء الود مع دوام الذكر، وعن مالك بن دينار قال: علامة حب الله دوام ذكره؛ لأن من أحب شيئا أكثر ذكره. وقال الحليمي: وقال بعضهم: المحبة اللزوم، فإن من أحب شيئا لزم قلبه ذكره، فمحبة الله لزوم ذكره. قال: وهذا الذي فسر هذا القائل به المحبة من أنه اللزوم موافق لقول أهل اللسان؛ لأنهم يقولون: أحب الجمل إذا برك فلزم مكانه، وعن السري بن المفلس قال: قرأت في بعض كلام الحكماء: أبعد الناس من الملل والفترة من لم يفارق قلبه ذكر الله -عز وجل- وحسبك من صدق العبد دوام ذكر الله -عز وجل- عنده. (وقال غيره:) المحبة (إيثار المحبوب.) ونقل القشيري عن الكتاني قال: المحبة الإيثار للمحبوب. ونقل عن غيره قال: هي إيثار المحبوب على جميع المصحوب. ونقل صاحب القوت عن بعض العلماء قال: الإيثار يشهد للحب، فعلامة حبه إيثاره على نفسك. (وقال بعضهم:) المحبة (كراهية البقاء في الدنيا) ، أي: محبة الموت الذي هو سبب موصل إلى لقاء الله تعالى، وهو علامة محبة الله تعالى، فإن من أحبه أحب لا محالة لقاءه، ولا يتم له ذلك مع البقاء في الدنيا. (وهذا كله إشارة إلى ثمرات المحبة) ، أي: ما تنتجه .




الخدمات العلمية