الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [119] قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم

                                                                                                                                                                                                                                      قال الله هذا أي: يوم القيامة: يوم ينفع الصادقين صدقهم لأنه يوم الجزاء. والمراد ب (الصادقين) المستمرون على الصدق في الأمور الدينية، التي معظمها التوحيد، الذي الآية في صدده. وفيه شهادة بصدق عيسى عليه السلام فيما قاله، جوابا عن قوله: أأنت قلت للناس الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: لهم جنات تفسير للنفع المذكور. ولذا لم يعطف عليه، أي: لهم بساتين من غرس صدقهم: تجري من تحتها أي: من تحت شجرها وسررها: الأنهار أنهار الماء واللبن والخمر والعسل: خالدين فيها مقيمين لا يموتون ولا يخرجون: أبدا رضي الله عنهم لصدقهم: ورضوا عنه تحقيقا لصدقهم. فلم يسخطوا لقضائه في الدنيا: ذلك أي: الخلود والرضوان: الفوز العظيم أي: الكبير الذي لا أعظم منه. كما قال تعالى: لمثل هذا فليعمل العاملون وكما قال تعالى: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية