الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حرف الثاء

ثلج : ثبت في " الصحيح " : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ) .

وفي هذا الحديث من الفقه : أن الداء يداوى بضده ، فإن في الخطايا من الحرارة والحريق ما يضاده الثلج والبرد ، والماء البارد ، ولا يقال : إن الماء الحار أبلغ في إزالة الوسخ ، لأن في الماء البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحار والخطايا توجب أثرين : التدنيس والإرخاء ، فالمطلوب مداواتها بما ينظف القلب ويصلبه ، فذكر الماء البارد والثلج والبرد إشارة إلى هذين الأمرين .

وبعد فالثلج بارد على الأصح ، وغلط من قال : حار ، وشبهته تولد الحيوان فيه ، وهذا لا يدل على حرارته فإنه يتولد في الفواكه الباردة ، وفي الخل ، وأما تعطيشه ، فلتهييجه الحرارة لا لحرارته في نفسه ، ويضر المعدة والعصب ، وإذا [ ص: 270 ] كان وجع الأسنان من حرارة مفرطة ، سكنها .

التالي السابق


الخدمات العلمية