الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( لا إله إلا هو العزيز الحكيم ( 6 ) )

قال أبو جعفر : وهذا القول تنزيه من الله - تعالى ذكره - نفسه أن يكون له في ربوبيته ند أو مثل ، أو أن تجوز الألوهة لغيره وتكذيب منه للذين قالوا في عيسى ما قالوا من وفد نجران الذين قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسائر من كان على مثل الذي كانوا عليه من قولهم في عيسى ، ولجميع من ادعى مع الله معبودا ، أو أقر بربوبية غيره . ثم أخبر - جل ثناؤه - خلقه بصفته ، وعيدا منه لمن عبد غيره أو أشرك في عبادته أحدا سواه ، فقال : " هو العزيز " الذي لا ينصر من أراد الانتقام منه أحد ، ولا ينجيه منه وأل ولا لجأ ، وذلك لعزته التي يذل لها كل مخلوق ، ويخضع لها كل موجود . ثم أعلمهم أنه " الحكيم " [ ص: 169 ] في تدبيره وإعذاره إلى خلقه ، ومتابعة حججه عليهم ، ليهلك من هلك منهم عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة ، كما : -

6571 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير قال : ثم قال - يعني الرب - عز وجل - - إنزاها لنفسه وتوحيدا لها مما جعلوا معه : " لا إله إلا هو العزيز الحكيم " قال : العزيز في انتصاره ممن كفر به إذا شاء ، والحكيم في عذره وحجته إلى عباده .

6572 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه ، عن الربيع : " لا إله إلا هو العزيز الحكيم " يقول : عزيز في نقمته ، حكيم في أمره .

التالي السابق


الخدمات العلمية