باب الجيم
[ ص: 66 ] جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم . يكنى أبا عبد الله وأمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وهو وكان ثقة مأمونا عاقلا حكيما ورعا فاضلا وإليه تنسب الجعفرية وتدعيه من جعفر المعروف بالصادق الشيعة الإمامية وتكذب عليه الشيعة كثيرا ، ولم يكن هناك في الحفظ ، ذكر أنه كان في حفظه شيء . توفي ابن عيينة بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر هذا قول الواقدي والمدائني . وروى عن علي بن الجعد زهير بن محمد قال : قال أبي لجعفر بن محمد : إن لي جارا يزعم أنك تتبرأ من أبي بكر وعمر فقال : برئ الله من جارك ، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر ولقد اشتكيت شكاة فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم . ومن كلامه ، وكان أكثر كلامه حكمة ، أوفر [ ص: 67 ] الناس عقلا أقلهم نسيانا لأمر آخرته ، وهو القائل : أسرع الأشياء انقطاعا مودة الفاسق . وذكر عن مصعب الزبيري مالك رحمه الله ، قال : اختلفت إلى زمانا وما كنت أراه إلا على ثلاث خصال : إما مصل ، وإما صائم ، وإما يقرأ القرآن ، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه إلا على طهارة ، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان من العلماء العباد الزهاد الذين يخشون الله ، ولقد حججت معه سنة ، فلما أتى الشجرة أحرم فكلما أراد أن يهل كاد يغشى عليه ، فقلت له : لا بد لك من ذلك ، وكان يكرمني وينبسط إلي ، فقال : يا جعفر بن محمد ابن أبي عامر إني أخشى أن أقول : لبيك اللهم لبيك ، فيقول : لا لبيك ، ولا سعديك ، قال مالك : ولقد أحرم جده علي بن حسين فلما أراد أن يقول : اللهم لبيك ، أو قالها ، غشي عليه ، وسقط من ناقته ، فهشم وجهه رضي الله عنهم أجمعين .