الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا

                                                                                                                                                                                                                                        (110) أي: قل يا محمد للكفار وغيرهم: إنما أنا بشر مثلكم ؛ أي: لست بإله، ولا لي شركة في الملك، ولا علم بالغيب، ولا عندي خزائن الله، إنما أنا بشر مثلكم عبد من عبيد ربي، يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ؛ أي: فضلت عليكم بالوحي، الذي يوحيه الله إلي، الذي أجله الإخبار لكم: أنما إلهكم إله واحد ؛ أي: لا شريك له، ولا أحد يستحق من العبادة مثقال ذرة غيره ، وأدعوكم إلى العمل الذي يقربكم منه، وينيلكم ثوابه، ويدفع عنكم عقابه، ولهذا قال: فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وهو الموافق لشرع الله، من واجب ومستحب، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ؛ أي: لا يرائي بعمله، بل يعمله خالصا لوجه الله تعالى، فهذا الذي جمع بين الإخلاص والمتابعة هو الذي ينال ما يرجو ويطلب، وأما من عدا ذلك فإنه خاسر في دنياه وأخراه، وقد فاته القرب من مولاه، ونيل رضاه.

                                                                                                                                                                                                                                        آخر تفسير سورة الكهف، ولله الحمد.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 989 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية