الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            35 - إنه من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحا

                                                                                            91 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، حدثني أبي قال : سمعت الأوزاعي ، وحدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن مخلد الجوهري ببغداد ، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، ثنا محمد بن كثير المصيصي ، ثنا الأوزاعي ، [ ص: 188 ] وحدثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ بشر بن موسى ، ثنا معاوية بن عمرو ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، ثنا الأوزاعي - وهذا لفظ حديث أبي العباس - قال : حدثني ربيعة بن يزيد ، ويحيى بن أبي عمرو الشيباني ، قالا : ثنا عبد الله بن فيروز الديلمي قال : دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص وهو في حائط له بالطائف يقال له الوهط ، وهو محاضر فتى من قريش ، وذلك الفتى يزن بشرب الخمر ، فقلت لعبد الله بن عمرو : خصال تبلغني عنك تحدث بها عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : أنه من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحا " ، فاختلج الفتى يده من يد عبد الله ، ثم ولى ، فإن الشقي من شقي في بطن أمه . " وأنه من خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة ببيت المقدس خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه " ، فقال عبد الله بن عمرو : اللهم إني لا أحل لأحد أن يقول علي ما لم أقل ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : " من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحا ، فإن تاب تاب الله عليه ، فإن عاد لم تقبل توبته أربعين صباحا " فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال : " فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة " قال : وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : " إن الله خلق خلقه في ظلمة ، ثم ألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور يومئذ شيء فقد اهتدى ، ومن أخطأه ضل فلذلك أقول جف القلم على علم الله "

                                                                                            وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : " إن سليمان بن داود سأل ربه ثلاثا فأعطاه اثنين ، ونحن نرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة : سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه ، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد بعده فأعطاه ، إياه ، وسأله أيما رجل يخرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد أن يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه ، نحن نرجو أن يكون الله قد أعطاه إياه
                                                                                            " . قال الأوزاعي : حدثني ربيعة بن يزيد بهذا الحديث فيما بين المقسلاط والجاصعير .

                                                                                            هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة ، وقد احتجا بجميع رواته ، ثم لم يخرجاه ، ولا أعلم له علة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية