الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          [ ص: 425 ] 80 - فصل

                          [ كيف نرد عليهم إذا تحقق لدينا أنهم قالوا : " السلام عليكم " ] .

                          هذا كله إذا تحقق أنه قال : السام عليكم ، أو شك فيما قال ، فلو تحقق السامع أن الذمي قال له : " سلام عليكم " لا شك فيه ، فهل له أن يقول : وعليك السلام ، أو يقتصر على قوله : " وعليك ؟ " فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال : له وعليك السلام ، فإن هذا من باب العدل والله يأمر بالعدل والإحسان .

                          وقد قال تعالى : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ، [ ص: 426 ] فندب إلى الفضل ، وأوجب العدل ولا ينافي هذا شيئا من أحاديث الباب بوجه ما ، فإنه - صلى الله عليه وسلم - إنما أمر بالاقتصار على قول الراد " وعليكم " بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم ، وأشار إليه في حديث عائشة رضي الله عنها فقال : " ألا ترينني قلت : وعليكم ، لما قالوا : السام عليكم ؟ " ثم قال : " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم " والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه .

                          قال تعالى : وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول ، فإذا زال هذا السبب وقال الكتابي : سلام عليكم ورحمة الله فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه وبالله التوفيق .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية