الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [88 ] وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      "وقالوا" بيان لنوع آخر من مخازيهم . والقائلون المعاصرون للنبي عليه الصلاة والسلام "قلوبنا غلف" هذا كقوله تعالى : وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه أي هي مغشاة بأغطية مانعة من وصول أثر دعوتك إليها ، فلا تفقهه . مستعار من الأغلف الذي لم يختن : بل لعنهم الله بكفرهم رد الله أن تكون قلوبهم كذلك لأنها متمكنة من قبول الحق . وإنما طردهم عن رحمته بسبب كفرهم وزيغهم . وهذا كما قال في سورة النساء : وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا وقوله : فقليلا [ ص: 187 ] ما يؤمنون "ما" مزيدة للمبالغة أي فإيمانا قليلا يؤمنون . وهو إيمانهم ببعض الكتاب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية