الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 238 ] - 15 - المطلق والمقيد

بعض الأحكام التشريعية يرد تارة مطلقا في فرد شائع لا يتقيد بصفة أو شرط ، ويرد تارة أخرى متناولا له مع أمر زائد على حقيقته الشاملة لجنسه من صفة أو شرط ، وإطلاق اللفظ مرة وتقييده أخرى من البيان العربي ، وهو ما يعرف في كتاب الله المعجز بـ " مطلق القرآن ومقيده " .

تعريف المطلق والمقيد

والمطلق : هو ما دل على الحقيقة بلا قيد ، فهو يتناول واحدا لا بعينه من الحقيقة ، وأكثر مواضعه النكرة في الإثبات كلفظ " رقبة " في مثل : فتحرير رقبة فإنه يتناول عتق إنسان مملوك -وهو شائع في جنس العبيد مؤمنهم وكافرهم على السواء وهو نكرة في الإثبات ; لأن المعنى : فعليه تحرير رقبة ، وكقوله عليه الصلاة والسلام : " لا نكاح إلا بولي " " رواه أحمد والأربعة " . وهو مطلق في جنس الأولياء سواء أكان رشيدا أو غير رشيد . ولهذا عرفه بعض الأصوليين بأنه عبارة عن النكرة في سياق الإثبات ، فقولنا : " نكرة " احتراز عن أسماء المعارف وما مدلوله واحد معين ، وقولنا : " في سياق الإثبات " احتراز عن النكرة في سياق النفي فإنها تعم جميع ما هو من جنسها .

والمقيد : هو ما دل على الحقيقة بقيد . كالرقبة المقيدة بالإيمان في قوله : فتحرير رقبة مؤمنة .

"

التالي السابق


الخدمات العلمية