الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( قال رب اجعل لي آية )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - ، خبرا عن زكريا ، قال زكريا : رب إن كان هذا النداء الذي نوديته ، والصوت الذي سمعته ، صوت ملائكتك وبشارة منك لي ، فاجعل لي آية يقول : علامة أن ذلك كذلك ، ليزول عني ما قد وسوس إلي الشيطان فألقاه في قلبي ، من أن ذلك صوت غير الملائكة ، وبشارة من عند غيرك ، كما : -

7004 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي قال : " رب اجعل لي آية " قال : قال - يعني زكريا - : يا رب ، فإن كان هذا الصوت منك ، فاجعل لي آية .

وقد دللنا فيما مضى على معنى " الآية " وأنها العلامة ، بما أغنى عن إعادته .

وقد اختلف أهل العربية في سبب ترك العرب همزها ، ومن شأنها همز كل " ياء " جاءت بعد " ألف " ساكنة .

فقال بعضهم : ترك همزها ، لأنها كانت " أية " فثقل عليهم التشديد ، فأبدلوه " ألفا " لانفتاح ما قبل التشديد كما قالوا : " أيما فلان فأخزاه الله " .

وقال آخرون منهم : بل هي " فاعلة " منقوصة . [ ص: 385 ]

فسئلوا فقيل لهم : فما بال العرب تصغرها " أيية " ولم يقولوا " أوية " . فقالوا : قيل ذلك ، كما قيل في " فاطمة " " هذه فطيمة " . فقيل لهم : فإنهم إنما يصغرون " فاعلة " على " فعيلة " إذا كان اسما في معنى فلان وفلانة ، فأما في غير ذلك فليس من تصغيرهم " فاعلة " على " فعيلة " .

وقال آخرون : إنه " فعلة " صيرت ياؤها الأولى " ألفا " كما فعل ب " حاجة ، وقامة " .

فقيل لهم : إنما تفعل العرب ذلك في أولاد الثلاثة .

وقال من أنكر ذلك من قيلهم : لو كان كما قالوا : لقيل في " نواة " ناية ، وفي " حياة " حاية .

التالي السابق


الخدمات العلمية