الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 508 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      سورة المزمل

                                                                                                                                                                                                                                      القول في جميعها

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا إن لك في النهار سبحا طويلا واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا السماء منفطر به كان وعده مفعولا إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون . يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم

                                                                                                                                                                                                                                      الأحكام والنسخ

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 509 ] قال ابن عباس ، وغيره : هذا حكم كان على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم نسخ بقوله تعالى : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه إلى آخر السورة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال غيره : الناسخ لذلك قوله تعالى : فاقرءوا ما تيسر منه .

                                                                                                                                                                                                                                      قال بعض العلماء : وهو فرض ، نسخ به فرض كان على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة؛ لفضله؛ كما قال : ومن الليل فتهجد به نافلة لك الآية [الإسراء : 79] ، وقال بعضهم : ليس بفرض ، ومنهم من قال : [هو منسوخ بالصلوات الخمس ، ومنهم من قال] : هو فرض على جميع الناس ، قال الحسن ، ومحمد بن سيرين : صلاة الليل فريضة على كل مسلم ولو قدر حلب شاة ، وقال بعض العلماء : هو ندب .

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس : كان بين نزول أول السورة وآخرها سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن جبير : مكث النبي عليه الصلاة والسلام يقوم الليل عشر سنين ، ثم خفف الله عنه بعد عشر سنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وذهب أبو حنيفة ومن تابعه إلى أن قوله : فاقرءوا ما تيسر منه يراد به : في صلاة الفريضة ، وقد تقدم ذكر مذاهب الفقهاء في القراءة في (سورة الحمد) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية