الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ثم الخلة وهي تتضمن كمال المحبة ونهايتها ، بحيث لا يبقى في القلب سعة لغير محبوبه ، وهي منصب لا يقبل المشاركة بوجه ما ، وهذا المنصب خاص للخليلين - صلوات الله وسلامه عليهما - : إبراهيم ومحمد ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=949532nindex.php?page=treesubj&link=11467_31860_31033إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا .
وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=949533لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن صاحبكم خليل الله .
وفي حديث آخر : nindex.php?page=hadith&LINKID=949534إني أبرأ إلى كل خليل من خلته ولما سأل إبراهيم عليه السلام الولد فأعطيه ، وتعلق حبه بقلبه ، فأخذ منه شعبة ، غار الحبيب على خليله أن يكون في قلبه موضع لغيره ، فأمره بذبحه ، وكان الأمر في المنام ليكون [ ص: 191 ] تنفيذ المأمور به أعظم ابتلاء وامتحانا ، ولم يكن المقصود ذبح الولد ، ولكن المقصود ذبحه من قلبه ؛ ليخلص القلب للرب ، فلما بادر الخليل عليه الصلاة والسلام إلى الامتثال ، وقدم محبة الله على محبة ولده ، حصل المقصود فرفع الذبح ، وفدي بذبح عظيم ، فإن الرب تعالى ما أمر بشيء ، ثم أبطله رأسا ، بل لا بد أن يبقي بعضه أو بدله ، كما أبقى شريعة الفداء ، وكما أبقى استحباب الصدقة بين يدي المناجاة ، وكما أبقى الخمس الصلوات بعد رفع الخمسين وأبقى ثوابها ، وقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=949535 " ولا يبدل القول لدي ، هي خمس في الفعل ، وهي خمسون في الأجر " .